الخميس، 13 نوفمبر 2008

شكرا ..


" شــكـــراً "

لكل من تابع ذكرياتي و أمدني بدافع إيجابي للكتابة

لهذه التجربة التي غيرت مجرى حياتي

لكل من ساهم معي بخلق هذه الذكريات


* قبل أيام كنت أتحدث مع زميلي بالسكن عن موضوع الذكريات، وكونه يعرفني حق المعرفة أكثر من أي شخص أخر، لذا أتحدث معه بحرية تامة، و كنت أمازحه و أقول بأنني بصدد نشر مذكراتي الخاصة بالغربة و أريد اذنك لأنني سأنشر مواقفنا المشتركة، فأبتسم و قال:


الناس تنشر مذكراتها حتى يستفيد الاخرين منهـا
لكن
لو نشرت انت مذكراتك، ماذا نستفيد سوى صناعة المقالب!


أتمنى أن يتفهم البعض سبب عدم رغبتي صياغة هذه المذكرات في (كتاب)

شكــراً كبيـره
لمن استطاع أن يحدث التغيير في حياتي..
...

الأربعاء، 12 نوفمبر 2008

- الثاني من أغسطس -

أخترت يوم عودتي بهذا التاريخ بالذات، كي لا يكون سلبيا على الإطلاق، و اخترت أن أنطلق من مدينتي، كيف تكون أول نقطة أنطلق منها للكويت، كانت درجة الحرارة لا تتجاوز الثانية و الثلاثين و الكثير يتذمرون بأن الجو حار في المدينة، انطلقت و أنا بالطائرة أفكر ماذا تخفي لي الأيام...
كنت لا استطيع تحمل ساعات السفر في الطائره، و اشعر بأنها طويلة، و هذه الرحلة، هي رحلة العودة كانت أطول رحلة كما أحسست، وصلت في الساعه الثامنة مساءا بتوقيت الكويت، و عندما أعلن كابتن الطائرة بأن درجة الحرارة 45 سيليزي، قلت في نفسي وين أهل مدينتي عن هالدرجة؟!

عندما وصلت لباب الطائرة، فإذا بالهواء الساخن جعلني أعيد التفكير و أتسآءل: لماذا رجعت الآن!

كانت ليلة لا تنسى ليس بسبب استقبال الأهل، فكان الإستقبال بسيطا بسبب ظروف الوالدة حينها رحمة الله عليها و على أموات المسلمين إنما بسبب مقلب ساخن من صديقي الخاص عندما سهرت معه تلك الليلة حتى ساعات الصباح الأولى في كافيه مركز سلطان، و قال أنتظرني سأعود بعد قليل و تأخر، و عندما ذهبت للتأكد بأن سيارتة هناك، وجدتها غير موجوده فعلمت بأنه مقلب ساخن، و هو يعلم بأنني لا أحمل أي نقود ولا تلفون نقال، عدت و رديت البيت
ورددت المقلب بأخر أكبر منه!



..

- لحظـة وداعـك -


أن لحظات الوداع أصعب اللحظات في عمر الإنسان و أثقلها على نفسـه، لا تعرف هذا الشعور حتى تعيشه و تجربه، لم أتصور بأنني سأكون في موقف كهذا في لحظة الوداع الأخير، فعندما تخرجت كنت فرحا و عندما حضر أصدقائي حفل تخرجي العام و كذلك الخاص في كلية الهندسة فرحت لمساندتهم لي.
توقعت بأنني سأفرح عند عودتي، إلا أنها كانت لحظة ثقيلة جدا على نفسي و صعبة و أقيسها بأول ليلة حضرت فيها للمدينة كانت صعبة كذلك. لا أعلم ربما هي تركيبتنا العاطفية و ربما لأنني سأترك جزء من حياتي هنا، و ربما لأنني أدين بالفضل لله سبحانه تعالي ثم هذه التجربة بالشيء الكثير حيث اضافت لي ما انا عليه اليوم، بإختصار أصبحت شخص أفضل مما كنت عليه و أو كنت سأكون.
عندما تقف على أبواب المطار تبتسم لكن الحقيقة بأنها ابتسامة خادعة فأنت تترك خلفك جزء مهم من حياتك، ابتسامات أصدقائك الذين عاشرتهم بمراحل جيدة و سيئة، يبتسمون لكن أرى الحزن الشديد في عيونهم، لا أجيد لحظات الوداع إطلاقا..
و عندما احتضنوني واحدا واحدا، فإن المشاعر تختلط و الأحاسيس تضطرب، لا أجيد ذرف الدموع، و إن دمعت أعين بعضهم، إلا أنني لا أستطيع، جزء و مرحلة انتهت لن تعود، صحبة علمتني الكثير، و تجارب كسبت منها أكثر، كل هذا من الصعب نسيانه بل الأصعب أن أجازي ما كافئني بنسيانه.
لذا أدين لغربتي و لأصحابي بما تعلمت، و بما أصبحت، حقا كانت ايام لا تنسى، كتبت شي بسيط منها هنا و أمتنعت عن كتابة الكثير، ربما لأنني أفضل أن أحتفظ بجزء منها لنفسي و بعضها بدون شك لأنني نسيته و البعض الأخر لانها غير صالحة للنشر،
لا يروح بالكم بعيد!
غير صالحة لاسباب فنية لا أخلاقية ..
..

- La Shesha -


العادة السيئة التي اكتسبتها كانت بسبب مزيج الفراغ و الشباب و الأفكار المجنونة، خلال فترة الصيف كنا مقصد كل شباب المدينة، و منهم من يضع حاجته الشخصية بسبب زيارة أقاربه و من هذه الأشياء، عدة الشيشة

تجمع لدينا 4 أنواع مختلفة من الشيشة، , وعدة كاملة متكاملة، و أم كلثوم و شرفة تطل على ملعب غولف، و مزاج رايق، كل الظروف تؤدي إلى الشيشة.
لم أكن مدخنا و السيجارة التي دخنتها في صغري اكتشفها أخي الكبير ونلت نصيبي من الضرب، طلعت من جبدي الزقاره، و عندما علم والدي، قال لي كلمة صغيرة لا زالت ترن في أذاني:

الرجل يعرف مصلحته ، الطفل لا يعرفها، تعتقد السيجاره فيها مصلحة لك و تصنع رجولة؟

فقط هذا ما قاله، و لم أمسك سيجاره، لكن اقتحمت عالم الشيشه، و زاد هذا الشيء الذي بدأ كدلع ثم أصبح ولع عندما رجعت للكويت لا وظيفة وطابور التوظيف طويل لأنهم طبقوا نظام التسجيل المركزي لأول مرة عندما تخرجت، و مع هذا الفراغ الهائل كانت هذه نتائجــه ..
لا زلت أدخن الشيشة لكن اقل بكثير مما كنت عليه في السابق، وهذه عادة سيئة اعترف بأنه أنقلبت لتصبح جزء من مزاجي..
..

- أخر صيف -


كان أخر صيف لي ممتعا من الناحية النفسية، لكن اكتسبت فيه عادة سيئة، كنت في الكورس الصيفي الثاني أدرس مادة واحدة فقط، مادة حضارة الشرق الأوسط، و هي عبارة عن معلومات عامة بالنسبة لي، لا حاجة للدراسة فقط أكتفي بالحضور بدون أي تحضير للإختبار.
كان جدولي اليومي كالتالي لمدة شهر و نصف:
استيقض الساعه الثانية عشر ظهرا.
الساعه الثالثة أذهب للجامعه لحضور مادة حضارة الشرق الأوسط.الساعه الخامسة يتجمع لدينا بالشقة ثلة من أصدقائنا و كل شخص يحضر شيء و يقوم بالطبخ أحد أصدقائنا.
الساعه السادسة موعد أم كلثوم على الأي أر تي، مجرد درشة.
الساعه الثامنة وقت تجمع الشباب عندنا، ينقسم إلى ثلاث مجاميع:
مجموعة كوت بو ستة (لعبة ورق)
مجموعة رسك (Risk game)
ومجموعة تكتفي بالتفرج.
عندما نذهب للعشاء خارجا كنا نضع علامات لاصقة (لزق) على لوحة الريسك بعد تغطيتها حتى لا يقوم أحد بتغيير مواقع الجنود ( أأد ايه مندمجين )..
و نستمر حتى الساعه الرابعة صباحا يغادر الجميع و يبقى فقط أنا و زميلي بالسكن وأحد الأصدقاء، بعدها أقوم بجولة الإعتيادية مع زميلي بالسكن و هذا الصديق بالتسكع في مركز التسوق
وعند الساعه السادسة صباحا نتناول وجبة الإفطار (Omellet ) على الكيف..
و ينتهي اليوم!
..

- Dr Hefzi -


(البرفيسور حفظي )
كان مصريا، و يحب الخليجيين بشكل خاص، لكن بعد أن ذهب للسعودية للعمل في عقد مؤقت رجع منها و هو يحمل الكره للخليجيين بشكل خاص! وتغير الحال و انقلب من حال إلى حال.
كان يدرس أهم مادتين تصميم هندسي (1،2)و كان لا بد من أخذ هاتين المادتين بكلى جزئيها للتخرج و في الأولى كان التحدي منه واضحا، و بالكاد استطعت الخروج من هذه المادة بأقل الأضرار.
و في المادة الثانية مان فصل الصيف و لمدة 45 يوم فقطن فمسألة حياة أو موت بالنسبة لي، أم أن أتخرج أو سأبقى فصل جديد، مع تحامله الشديد ضدنا و الفصل فيه 9 طلبة 4 منهم كويتيين.
بحياتي لم أبذل مجهود كما بذلت في مادته و مادة الإنتقال الحراري إلا أن هذه المادة استهكلت كل طاقتي فلم يكن من طبيعتي أن أدرس بل أدخل أي اختبار معتمدا على ذاكرتي من شرح الدكتور، و هي عادة من الصغر.
في الإختبار النهائي، كنت على موعد مع اختبارين كلاهما متوافقين في الموعد و كنت في موقف لا يحسد عليه و تحدثت لكلى الدكتورين رفضا اعطائي منحة أو حتى فرصة، و مدة الإختبار 3 ساعات لذا كانت لا بد من التضحية بأحدهم مقابل الأخر حضرت الأول لمدة ساعه و أنا على ثقة بأن ما استطعت حله سيكفي لتجاوز المادة، و ذهبت مسرعا لتأدية أختبار تصميم الهندسي عند الدكتور حفظي.

بدا مشفقا على حالي و إن لم يتعاطف معي لكن كان واضحا هذا الشيء، أديت الإختبار و أنا على يقين بأنني سأحصل على أعلى درجة.
بعد اسبوع ظهرت النتائح، و كانت صدمة بالنسبة لي حصلت على C رغم أنني متيقن بأنني أستحق A ذهبت له لاتحدث معه خصوصا وأنني أديت الإختبار بشكل جيد واعترف هو بهذا الشي خصوصا و أن الإجابات تكون متسلسلة و كل أجابة تعتمد على الإجابة التي تسبقها، و هنا قال لي: شووف ورقتك ناقصة الصفحة اللي بالنص!

تعجبت و قلت كيف سأحل الأخير و التي بالمنتصف غير موجودة و اجاباتها هي مفتاح حل الصفحة الأخيرة قال أدري و انا متيقن بأنك أديت بشكل ممتاز، لكن بدون ورقة حل كيف سأعطيك تقييما مرتفعا؟

غضبت و بشدة، و لم اكن في مزاج جيدا في ذاك اليوم، لأنني رأيت مجهودي يذهب هباءا منثورا بعد كل هذا التعب.

و بعد هذه الحادثة بعدة اسابيع و بينما أنا أجهز بعض أغراضي و كتبي في صندوق قبل عودتي للكويت وجدت ملف هذه المادة، وعندما فتحته وجدت ورقة الحل عالقة هناك...
آآآآآآآآه يا القـهــر والله .. إجاباتي كلها صحيحة لكن لم يفد بشيء

..

- مشروع التخرج -

( صوره لفريق المشروع - زملائي في النجاح )


يكون لدى طلبة الهندسة الميكانيكية في الفصل الأخير
" مادة مشروع تخرج "
حيث يتم توزيع الطلبة على عدة مجموعات و كل مجموعه تحصل على مشروع للعمل فيه.
كانت هذه المادة الوحيدة التي جميع طلبتها أمريكيين فيما عداي حيث كانت العادة أجد طلبة أجانب.
تم فرز طلبة لائحة الشرف للعمل على مشروع خاص بزيادة فاعلية سيارات السباق، و تم وضع لوحة ببقية المشاريع بعد توزيع المجموعات على ان تختار كل مجموعة مشروع خاص بها.
و كنت في مجموعة من أربعة، أنا رابعهم، و معنا فتاة , وربما هي المرة الوحيدة في حياتي التي قبلت فيها أن تكون فتاة رئيسة على مجموعة أعمل بها، نعم لدي عنصرية بعض الشيء ضد ترأس المراة لي..
لكن بعد رفض كلا الطالبيين مهمة ترأس المجموعة، اقترح عميد قسم الهندسة الميكانيكية أن تترأس المجموعة فتاة لأنه سيعطينا زخم أكبر كونها الفتاة الوحيدة في المادة التي ستراس مجموعة وهي خطة كما قال تمنحنا دافع ايجابي وقت التحكيم عند إلقاء محاضرة المشروع النهائي، طبعا وافق زملائي في المشروع فصار صوتين ضد صوت واحد!
رغم أنني أعترف بأن المرأة تُخلِص بالعمل أكثر من الرجل من باب خبرة و تجربة، إلا أنني لا أتقبل فكرة إمرأة تكون ترأسني.
جربت العمل مع طلبة أمريكيين من قبل , لكن في عمل جاد كمشروع التخرج كان شيئا جادا حيث أنيط بكل شخص مهمة محددة، فكنت مسؤولا عن المعادلات و الحسابات، و كانت الجامعه قد وفرت مختبرا خاصا بنا لإقامة تجربتنا و ساعدنا بشكل كبير ( الدكتور عابدي آفجـا ) و هو ايراني الأصل أمريكي الجنسية، نابغه هذا الدكتور.
بحكم قرب سكني من الجامعه، حيث أن البقية كانوا على بعد 30 دقيقة و أحدهم على بعد ساعه كاملة من الجامعه كنت أتي كل ساعة لتسجيل درجة الحرارة،
حيث أن مشروعنا كان حول تغليف الطعام المجمد لأطول فترة ممكنة بدون تأثر مكوناته و فساد الطعام.
كان طلب الشركة التي طرحت المشروع و هي شركة نقل أطعمة مجمدة تريد أن تنقل المواد المجمدة لمدة 5 أيام بدون ذوبان التغليف المجمد لها، خصوصا في فترة الأعياد للديك الرومي حين يكون الطلب سريعا و يجب توصيل الطلب في فترة قصيرة.

أكتشفت أشياء كثيرة و تعلمت أشياء أكثر في هذه المادة حول النعمة التي نعيشها و العقل الذي نفقده،
سأذكر مواقف منها:

+ تواعدنا في أحد الأيام على الإلتقاء لمدة ساعه لمناقشة المشروع وكان لقاؤنا بجانب مكتبة الجامعه وهي كبيرة من أربعة طوابق و مرت بجانبا فتاة لم تضع سوى أحمر الشفاه فكان أول تعليق يصدر من الفتاة التي في مجموعتنا حول فسق هذه الفتاة و أين هي ذاهبة لحفلة أم جامعه، اتسغربت من رد فعلها بصراحة!
و قلت بنفسي: لو تشوفين جامعه الكويت شتقولين!

+ احد زملائي في المجموعة كان منزله بعيدا، و عندما يحين موعده لمراقبة التجربة كان يبيت بالسيارة و يستخدم دش المجمع الرياضي، وكنت أفكر في وعنا و حالنا، هل سنفعل ما يفعله للحصول على الشهادة؟

+ هناك تقارب فكري كبير بين عامة الشعب من جميع أقطار العالم، لكنه الإعلام و الشخصيات التي تسترزق من وراء هذا الشي، هي من تفرق بين هذه الشعوب.

+ النجاح هو شعور ورغبة لكن الأفضل من النجاح هو العمل لتحقيق هذا النجاح.

+ كنت في أول مواعيدي أتأخر بضع دقائق لكن عندما رأيت إلتزامهم بالوقت بدأت ألتزم أكثر فأكثر حتى أصبحت عادة لدي.

قدمنا مشروعنا و تحدثنا عنه في نهاية الفصل،
وحصلنا على (المركز الثاني ) و هو انجاز بالنسبة لنا كون المركز الأول لطلبة لائحة الشرف،
حصلنا على مئتين دولار رفضت أن أخذ حصتي و رفضت رئيسة الفريق والأخير تبرع بها لصالح زميلنا الذي كان يبيت في سيارته.

..

- التسجيل الآلي -


عندما تخرج من العالم الثالث للعالم الأول فإن التكنلوجيا هناك ستبهرك و كذلك سهولة الإجراءات و بساطتها ستعجبك حتما، فإستخراج رخصة قيادة يتم عبر تحديد موعد لتقديم اختبار نظري ثم تختار موعد عملي بعد اجتياز النظري و يتم تسجيل الموعد في دفتر عادي بدون وصل ولا حاجة و بعد اجتيازك الإختبار العملي تذهب لكاونتر تدفع الرسوم بعد أن تسلم له ورقة نجاحك من الإختبارين ثم تنتقل بشكل أفقي من نفس الكاونتر إلى الجالس بقرب الموظف يختبرك عبر منظار لتفحصك نظرك مجرد ثلاث دقائق حيث يوجد المنظار على الكاونتر، يوقع على ورقك اختبارك التي ختم عليها دفعت الرسوم ثم تنتقل بشكل أفقي لموظف في أخر الكاونتر مسافة لا تتجاوز 10 أمتار يوجد أمام هذا الموظف كرسي تجلس عليه يقول لك، انظر هنا..
ثم يقولك بعد دقيقة، تفضل هذه هي رخصة قيادتك!
كانت بساطة الإجراءات تجعلك تتمتع بإنسانيتك و تحترم وقتك، و من هذه الإجراءات وقتها كانت الجامعه تسجل المواد عن طريق الهاتف،
تسجيل آلي، و يفتح باب التسجيل الألي بعد نهاية كل كورس بإسبوع للكورس القادم، و كان هاتف التسجيل الألي للجامعه مشابه لرقمي فيما عدا رقم واحد و كلا الرقمين ينتهيان بأربعة أصفار.
و كنت أنزعج بشدة من كثرة المتصلين بالخطأ في نهاية كل كورس، و تحدثت في هذا الشأن مع عدد من أصدقائي، فأقترح لي أحدهم بأن أقوم بعمل مقلب، كل من يتصل فيك لا يعاود الإتصال إطلاقا!
فأشار لي بأن أتقن صوت التسجيل الألي في البداية عندما يرحب بك النظام:
WLECOME TO THE PHONE REGISTERATION SYSTEM FOR
أهلا و سهلا بك في نظام التسحيل بالهاتف لـ ... الجامعه

فقمت بتسجيل هذا المقطع و محاولة إتقانه بتمثيله، و بعد محاولات عديدة و شفط للصوت مع إتخامه تمكنت من تسجيل صوت قريب نوعا ما للتسجيل الآلي و بحكم معاشرتي للطلبة هناك فلن ينتبهوا لن يهتموا لتغير الصوت الشيء الكثير.
و تركت رسالتي على التسجيل الألي للهاتفي المنزلي الخاص، بريد صوتي، و فيها تسجيل صوتي:
أرحب بالمتصل بالنظام الألي
Welcome to the phone registeration system for
أهلا و سهلا بك في نظام التسجيل الآلي للجامعه..
For Registering courses kindly press 1
لتسجيل المواد يرجى الضغط على رقم واحد
Kindly enter your UT ID
يرجى إدخال رقمك الجامعي.

طبعا فواصل لمدة ثلاث ثواني بين كل جملة لكي يتمكنوا من الضغط على أزرة الهاتف، الصدمة كانت لهم بعد إدخال الرقم الجامعي ...
لأنني كنت أكمل تلك الرسالة بجملة:
YOUR GPA IS TOO LOW DID YOU CONSIDER QUITE COLLEGE
معدلك التراكمي هابط جدا، هل فكرت في ترك الجامعه

بعد سماع صافرة الهاتف لتسجيل البريد الصوتي تسمع ردات الفعل، المقلب شربه عدد من الطلبة و المضحك رد فعل بعضهم، عدد بسيط، غضبوا بشدة و استغربوا ما علاقة معدلهم بالتسجيل.
..

- العادات السلبية -


على صعيد شخصي أؤمن بأن كل شخص منا لديه طقوسه الخاصة في حياته الخاصة، و أحد هذه الطقوس التي ابتدعتها مع زميلي بالسكن، التسكع فجرا في أحد مراكز التسوق، التي تشابه مركز سلطان لكن على حجم أكبر.

عندما لا يستطيع أحدنا أن ينام تجده إما يوقض الأخر، ليش نايم و أنا مو نايم!، أو تجده أحدنا جالس فجرا في الصالة و يأتي الأخر ليرى وسط هذه الظلمة شعلة زقاره!

لم أكن أدخن لكن زميلي كان مدخن شره، و كل المدخنين يعلمون مدى ارتباط الزقاره بالمزاج و الهم، في وسط هذه الظلمة لا أرى سوى شعلة زقارته، و أسأله لماذا لم تنم، ليرد و يقول كالعادة مش قادر أنام...

تبدأ مراسيم هذه الطقوس بأخذ لائحة أسماء الطلبة الكويتيين التي نمتلكها، و كل مرة نتناقش في شخص ما، و عندما ننتهي نقوم بشطب اسم بقلم رصاص، حتى لا يتكرر اسمه مره أخرى، و فور انتهاءنا من التناقش نذهب لمركز التسوق هذا و الذي يكون على أطراف المدينة، و في ساعات اليوم الأولى الرابعة فجرا، نتسكع هناك، و نتفرج على البضائع الموجودة و البنادق المعروضة حيث يباع كل شيء، و بعض المرات نلعب كرة في الممرات لنجرب جودة هذه الكرة أو تلك!

و في احد هذه الأيام أردنا تجربة شيء جديد، لذا صعدت فوق عربة التسوق و زميلي في السكن يدفعني، و ترك العربة بعد أن دفعني بقووة، فتوقفت العربة في نهاية الممر، و حدث ما لم يكن بالحسبان..





عند نهاية الممر و في ساعات الصباح الأولى، عائلة من المحجبات أكثر من خمس بنات، عائلتين كويتية كانوا في زيارة للمدينة لزيارة أحد أقربائهم، و حظي الجميل أوقف العربة عند نهاية الممر و امامهم!



ماذا يمكن ان أفعل، سوى أني أشرت بأصبعي و قلت: عن إذنكم !

لنكمل أنا و زميلي بالسكن جولتنا في ممر أخر



تنبيه: هذا الطقس أصبح من الماضي البعيد و تخلصنا من جميع أثاره


..

الثلاثاء، 11 نوفمبر 2008

- وضحـــى -


بعد هذه الإجازة الممتعة كنت بمزاج رائع للعودة للدراسة، لكن أحد المواد التي كنت أدرسها "إنتقال الحرارة" Heat Trasnfer يقوم بتدريسها دكتور صارم مع الطلبة الغير أمريكيين و دقيق في أمور غير مهمة!، لكنه يحترم عقائدنا مع ذلك و هذا تناقض غريب.


في بداية الكورس ذهبت مع طالب أفغاني لنبلغه بأن حصة يوم الجمعه لا نستطيع أن نحضرها بسبب تضارب موعدها مع صلاة الجمعه و هي صلاة مهمة، مثل صلاتكم يوم الأحد!


لذا إن أمكن لا يكون هناك اختبارات فوافق دون تردد و جعل اختباراتنا تأتي أول الأسبوع لا أخره للصف كله.


مع هذا تجده يتعامل معنا بطريقة غريبة و دقيقة خصوصا في تصحيح الإختبارات، و من عاداته الغريبة، إن لم تكتب الإجابة النهائية في مربع فإنه يخصم علامات عليك حتى لو كانت الإجابة صحيحة!!


كانت المادة سهلة و دكتور أوليفير Oliver يمكن تنبأ إختباراته بسهولة لكن لا يمكن تنبأ تصرفاته المتضاربة، كان يحضر للجامعه كل يوم عمل بدراجة هوائية تشبه التي بالصورة :




و من الأشياء التي تعلمتها هناك، أن تعرف عدوك، بحكم أنني طالب لذا الهئية التدريسية أعدائي

ومن عاداته أيضا حبه الشديد للحيوانات الأليفة و قد توفى كلبه في بدايات الكورس و غاب عدة أيام بسبب حزنه الشديد على هذا الكلب. و قد وضح هذا التأثر في أول أختبار فصلي لنا في هذه المادة كانا صعبا جدا و كأنه يريد أن يخرج كل الهم في قلبه على روقة الإمتحان لدرجة ينتقل هذا الهم لنا !

و بعد أن ناقشناه بالفصل، قرر عدم وضع Curve لكن سيزيد الإختبارات الفصلية من إثنان إلى ثلاثة يتم إلغاء أقلهم درجة، و مع الواجبات المنزلية من يحصل على مجموع أي درجة شامل الواجبات المنزلية و الإختبارات الفصلية يمكنه عدم حضور الإختبار النهائي و ستكون هذه درجة للكورس.

لذا كان عرضا مغريا، و قررت بذل مزيد من الجهد خصوصا في مسألة الواجبات المنزلية و حصل معي موقف في أخر واجب منزلي كنت قد سهرت لحل هذا الواجب الطويل، و استيقضت متأخرا عند التاسعة صباحا، و الدكتور أوليفير صارم لذا عندما وضع هذا العرض لنا حدد بأن أخر موعد لإستلام الواجبات المنزلية هو الساعه التاسعه صباحا من كل يوم جمعه.

حيث أنه يبدا ساعات العمل في الساعه التاسعه صباحا و عندما يكون حاضرا في هذا الوقت يجمع الواجبات المنزلية ولا يقبل أي واجب بعد هذه الساعه، و نضعها في صندوق للأوراق معلق على بابه أو نتركها تحت الباب.

وصلت له في الساعه بعد التاسعه بعدة دقائق، و منظري يوحي بأن هناك شي ما خاطئ، عيوني ملئها اللون الأحمر، و شكلى ككل مبهدل بسبب استعجالي للوصول له، فلما رأيته قبل أن أبدأ بالحديث قال:
NO I DONT ACCEPT ANY HOMEWORKS..LOOK AT THE TIME
يعني، لن أقبل أي واجب منزلي..أنظر إلى الساعه و أخذ يشير لها و قد تعدت الساعه التاسعه، كان أخر واجب منزلي ولا أريد تأدية الإمتحان النهائي و قانع بدرجتي التي كانت عالية، لذا كان لا بد من التصرف بسرعه!فقلت له دكتور أوليفير: انظر لعيوني، أتعلم لماذا هي حمراء؟

لأنني كنت أبكي طوال الليل، حيث وردني اتصال من الأهل بالكويت أبلغوني فيه بموت حيواني الأليف المفضل، My Pet، و كنت أنوي الذهاب للكويت لرؤيتها لكن القدر لم يمهلني، و كنت أتحدث بتأثر شديد، و لزيادة المنظر الدراماتيكي إثارة، أستأذنته إذا كان يسمح لي بالجلوس فسمح لي بالجلوس و أخذ يواسيني، و ذكر لي قصة كيف فقد كلبه العزيز، و هو يعرف كيف اشعر لأنه مره بنفس التجربة، شوي و يقولي لا تبجبي!

عاجلني بسؤال، عن نوع حيواني الأليف، و ما أجمل أن يكون حيوانك الأليف حوار، الجمل الصغير!! Yes baby camel

توقعت أن يتوقف، لكن سألني عن إسم الـ Baby camel و كان لا بد من أضع اسمها من الصعب عليه نطقه و تذكره، فقلت: وضــحــــــا (وضحـى)*

أردت ان أستجمع قواي لأغادر لكنه رفق بحالي و قبل الواجب المنزلي و أنا فرح من الداخل، و قبل أن أغادر مكتبه، قال لي بأنه لا بأس إن لم أحضر أخر اسبوع، لكن قلت له، سأحضر من أجل وضحـى !


..


*الوضح، وضحــا، أو الوضحـى هو لون الناقة ..أو الجمل الأبيض عند البدو..


..

- قميص الزبون رقم مليون -


أنتقلنا من ميامي لأورلاندوا و منها ذهبنا لعدة ساعات لشاطيء ديتونا الشهير بمضمار سباق السيارات، و بعده اسبوع بالتمام و الكمال إنطلقنا عائدين لمدينتا، و كلنا نشاط و حيوية، انطلقنا على أنغام أغنية ايهاب توفيق "مالهمش بالطيب...يا ألبي يا طيب..مالهمش بالطيب نصيب"

بصراحة منظر دراماتيكي مؤثر، بعد هذه المتعة والمغامرة، و بهذه الأنغام الحزينة اضطررنا لغلق فتحة الكشف للسيارة لأننا متجهين للمدينة وجهة أخيرة، بصراحة خنقتنا العبرة من جو مشمس و أجواء بديعه و رائعة إلى طقس بارد و ثلج!

عندما وصلنا المدينة كان الإستقبال حافلا من أصدقائنا، فقد احتجزوا طوال فترة الأسبوع بالمدينة بسبب تلك العاصفة الثلجية و كانت الأجواء كئيبة فلا توجد نشاطات خارجية وسط هذا الجو الكئيب.

كنت قد صورت الرحلة على شريطين، شريط خصيصا للاصدقاء حتى أريهم ماذا فاتهم، لذا تجمعنا بشقة أحد الأصدقاء فقد أقاموا وجبة عشاء على شرفنا، أحم أحم..

لذا بعد العشاء، كان لا بد أن نرى نشاهد شريط مغامرتنا الخاص بنا لهذه الرحلة، استمتعنا بالشريط.، و كنت مرتديا قميصا أحمر مشجر بأوراق بيضاء، قال لهم زميلي بأن هذا القميص ثمنه غالي.

طبعا، عندما ذكر هذا الشيء، طرأت فكرة على بالي، لماذا لا أعمل مزاد على هذا القميص، فقلت لهم بأن هذا القميص هو جائزة حيث كنت في محل بيع ملابس و عندما وصل دوري لأدفع نزلت بالونات و ارتفع صوت تنبيه عالي، و كانت أجواء احتفالية و أتوا ليهنئوني حيث كنت الزبون رقم مليون لهذا المحل.

لذا اهدوني أغلى قميص لديهم، و هو هذا القميص، بالنسبة لي أستطيع تسويق أي شي أريد ..مع وضع البهارات المناسبة، لذا بلعوا الطعم، و قلت لهم بأنني سأعرض هذا القميص في مزاد لأنني لا أريده و ثمنه غالي فلم لا أستفيد منه.

قال أحد الأصدقاء، انا على استعداد لشراءه لكن فقط بعشرين دولار، رفضت و قلت غدا موعدنا لأنني سأذهب لبيع القميص،

و في اليوم الثاني أتى ثلاثة أصدقاء و كل منهم لديه عرض لشراء القميص، بعته لأعلى عرض و هو 70 دولار.

نسيت أن أخبركم، بأن القميص شريته من محل (كل شي بخمسة دولارات) في ميامي و كان ثمنه لا يتجاوز الثلاث دولارت لأن كان يوجد خصم عليه.


..

- لغة الإشارات -


عندما وصلنا ميامي شرح لي زميلي بعض الإشارات التي يمكننا استخدمها في مدينة ميامي و معروفة هنا، مثل الإشارة باليد اليمنى و رفع اصبعي الإبهام و السبابة فقط مثلا (كتشبيه للمسدس)، كانك تريد أن تطلق رصاصة، و هي حركة تقوم بعملها عندما ترى سيارة جميلة و تعجبك فتقوم بالإشارة لصاحب السيارة لكن تصوب الإشارة ناحية السيارة لا مالكها كأنك تصوب مسدس ناحيتها.

أعجبتني الحركة و قام هو بتمثيل الحركة أمامي لعدة سيارات و رأيت رد فعل أصحاب السيارات بإبتسامة عريضة أو كلمة شكرا، لذا أردت أن أجرب هذه الحركة، و بما أنني أريد أن أطلع بمنظر: كووول ..

عملت هذه الحركة مع راكب دراجة نارية أمريكي من أصل أفريقي (ولد عم باراك أوباما) ، عندما رآني صديقي و أنا أقوم بهذه الإشارة، أنطلق بأقصى سرعه و هو يعاتبني بشدة، اتعرف ماذا فعلت!؟

بكل براءة، قلت: إيه..قصدي His bic is cool
يعني عجبني سيكله ..

قال لي: لما تأشر بهذه الحركة على شخص، معناته أبي أذبحك !!

Ouch

هاشلون!

خلنا على اللي نعرفه..

قضينا هذه الليلة في مكان جميل بعيدا عن شارع المحيط حتى لا نتعرض لمشاكل، خصوصا بأنها أخر ليلة لنا في ميامي و سنغادر غدا صباحا لإورلاندو، في مكان راقي ولا أعتقد قائد دراجة نارية مثل ذاك الشخص سيأتي لهذا المكان..
إنه سوق جون ميامي BaySide Market

منظر جميل و خلاب و سوق ممتع رغم صغر حجمه لكن المنظر رائع ليلا حيث تحلى وجبات العشاء في أجواء هذا الجون الصغير


في المطعم الذي اخترنا أن نتناول العشاء فيه، كان النادل من تونس الشقيقة، و عندما علم بأننا من الكويت، طلب مننا البحث له عن فرصة عمل، قلنا له بصراحة و أمانه..

خلك في ميامي .. مدينتنا مقارنة بميامي كأنها المقوع مقارنة بدبي...

قياس مبالغ فيه لكن فرص العمل في ميامي أكثر حتما..

..


..

- رقصة الفلامينغو -


في شارع المحيط Ocean drive في ميامى قررنا قضاء وقت أكبر في المشي على الأقدام لذا قررنا ركن السيارة بعيد جدا، و بينما نحن نتسكع في هذا الشارع المجنون ليلا، قررنا التوقف لشرب شيء يبدد العطش و للراحة من عناء المشي لمدة طويلة، و كنت أحمل كاميرة تصوير فيديو و أصور الشارع و الحركة و الحيوية في هذا الشارع و أنا جالس على كرسي خارج أحد المطاعم و بينما أصور فإذا بصوت غيتار عالي و تصدح أصوات النغمات اللاتينية لتخرج راقصة فلامينغو و ترقص فوقي تماما على الطاولة!!!

اشتد الزحام حولنا لدرجة لا تستطيع الخروج من مكانك و لا أستطيع سماع صديقي و هو يتكلم من صوت الموسيقى العالية، فقد تبين لنا لاحقا بأن هذا المطعم يقدم وصلة الرقص هذه كل ساعه لمدة ربع ساعه تقوم بها هذه الراقصة من الساعه الثامنة حتى منتصف الليل كنوع من أنواع الدعاية للمطعم و جذب الزبائن، و كانت دعاية لا شك جاذبة.
و أردنا الخروج بسبب الإزعاج و كذلك منظر الراقصة و هي ترقص فوق طاولتنا مثير للشبه بالنسبة لنا، مين بيصدق إنوو مالناش دعوه فيها !!
لذا بينما كنا نهم للخروج من المكان المزدحم فإذا بنفس الزميلين الذين وجدناهم قبل ليلة في محطة الوقود واقفين و يتفرجون على وصلة الرقص و بدأ عليهم الإستمتاع، يا سلام،
قلت لصديقي: يعني هم يقولون ملتزمين و شوف مستمتعين و حنا على باب الله و تبينا نمشي ؟!
كنت أريد تصويرهم و مفاجأتهم بالكاميرا و سؤالهم أمام الكاميرا: شرايكم برقصة الفلامينغو..
لكن صديقي رفض الفكرة و لم يشجعني و طلب مني تركهم و شأنهم..
المشكلة بأن هؤلاء كانوا من ناشئة الإخوان المسلمين و أهم ناشيطهم ممن اتهمونا دائما بفساد الأخلاق و نشر التفرقة والفتنة و حاربونا بضراوة بالإنتخابات بنشر الشائعات و المنشورات ضدنا.. تلوموني بعد هذا ..

- Miami Ola la -


عندما لا تبحث عن الصدف، فتأكد بأن الفرص ستبحث عنك، ليست بالضرورة هذه الفرص ثمينة لكنه قد تكون فرص لمعرفة الأخرين، بينما نحن نقضي أول ليلة في ميامي اكتشفنا هذه الفرصة التي بينت لنا حقيقة بعص من زملائنا ممن يدعون المثالية، فهم انتقدوا سفرنا لميامي مدينة الخلاعة حسب وصفهم!، و وجدناهم هناك في محطة وقود يتزودنا بالوقود!
تخيل أكثر من 2500 كليومتر و تقودنا الصدفة بالمرور بجانب محطة الوقود هذه لنراهم، طبعا بعد تصويت سريع بيني و بين زميلي رأينا أن لا نضيع اجازتنا فلا نتوقف.
لذا أكملنا السير بإتجاه شارع المحيط Ocean drive وبينما نحن نقف وسط الإزدحام الشديد
فإذا بصوت عالي ينادي:إزااايك يـا عمـررر
فإذا به شاب مصري على سيارة صغيرة الحجم و جمع معه في المقعد الخلفي مراهقات لاتينيات، و مجرد نظرة سريعة عليه تجعلك تتيقن بأن هذا الشخص "نصاب".
طبعا كان يريد أن نسمح له بتجاوزنا لكي يستطيع دخول الشارع، فلما سمحنا له، و بعد أن دخل الشارع، فإذا بزميلي يحشر سيارته بالوسط و يوقف هذا المصري، ليسأله: كيف عرفت إسمي!
و أنا طبعا بكل برود ألتفت بإتجاه صديقي لأقول له: يعني تركته يطلع قدامك و طافك و توك الحين تستوعب شلون عرف اسمك و تبي تعرف شلون!
استغرابنا لم يكن في محله، لأن حين أجابنا جلسنا نضحك على أنفسنا، فقد قال:
عرفتك من لوحة سيارتك!
و هناك تستطيع أن تختار ما تريد للكتابة في لوحة سيارتك بحد أقصى سبع خانات يمكن جلعها حروف أو أرقام مقابل مبلغ مادي سنوي، و كانت لوحة سيارة صديقي بإسمه مع Q8 لذا من السهولة معرفة اسمه و من أين نحن!
..

-Miami-


ميامي ..
مدينة غريبة الاطوار تشعر بأنك في مدينة تريد أن تحتفل كل وقت و أي وقت و لأي سبب، وصلنا ميامي في الساعه الحادية عشر صباحا و كنا انطلقنا في الساعه الخامسة عصرا من اليوم الذي يسبقه، أي 16ساعة قيادة متواصلة و عندما وصلنا حدود فلوريدا كنا نقود بسرعه عالية جدا من التعب لكي نصل للمدينة بأسرع وقت.


رمينا ملابسنا الثقيلة في أخر استراحة قبل الدخول لمدينة ميامي و اشترينا ملابس خفيفة تي شيرت و شورت..


و بحكم ارتفاع اسعار السكن في الشاطيء الجنوبي South Beach كنا قد حجزنا في منطقة تسمى هوليود لرخص الأسعار و قربها من الشاطيء الجنوبي، وصلنا و قررنا النوم أقل قدر ممكن، تسكعنا في كل شوارع و متاهات ميامي.


ذهبنا في اليوم الثاني في الساعه التاسعه صباحا للشاطء الجنوبي لكي نراه صباحا و وجدنا الناس متجمعين على قصر صغير و يضعون الورد على باب هذا القصر الصغير..


ومن باب الفضول ذهبنا لنسأل قصر من ؟ و لماذا يوضع الورد هكذا؟ ، قلت يمكن عادة لازم نسويها


اكتشفنا بأنه قصر مصمم الأزياء العالمي فيرتساتشي الذي قتل قبل أيام معدودة قبل وصولنا و هؤلاء محبيه.


شارع Ocean Drive في الشاطي الجنوبي أشهر شارع في الولايات المتحدة حيث لا ينام هذا الشارع ، ميامي مدينة كأنها فتاة شابة منطلقة للحياة بحيويتها..


توجد جزر صغيرة جدا في ميامي تقع بين South Beach & Miami City حيث أن الشاطيء الجنوبي شبه منفصل عن المدينة لمنه متصل بجسور قصيرة المسافة و بينهما جزر خاصة للمشاهير تصل أسعار بعضها 100 مليون دولار..
كانت أفضل رحلة على الإطلاق .. و أمتعها ...



شارع Ocean drive









Southbeach bringin the heat

can yall feel that

Can yall feel that

Jig it out

Here I am in the place where I come let go

Miami the base and the sunset glow

This the type of town I could spend a few days in

Miami the city that keeps the roof blazin

Im goin to miami

Welcome to miami





..

- أخر عطلة ربيع -


كنت أتفقت مع زميلي بالسكن بأن أخر عطلة ربيع لي هناك نريد أن نجعلها مميزة، لذا قررنا السفر لفلوريدا بالسيارة، 1600 ميل
أي 2560 كليومتر هي المسافة التي تبعدنا عن أورلاندوا و ميامي، حيث تبعدان عن بعضها البعض مسافة ساعتين قيادة فقط، لذا لم تكن مسافة كبيرة مقارنة بالمسافة التي سنقطعها.

كان يوم الجمعه هو يوم المقرر للإنطلاق في هذه الرحلة، لكن تأجلت لأن قريب لي زارني في هذا اليوم، و كنا قد اتفقنا مسبقا على موعد الإنطلاق و هو الجمعه في الثامنة صباحا حتى يتسنى لنا الوصول بوقت مبكر، لكن تأخرت قليلا حيث أضطررت لعزيمة هذا القريب على وجبة الغداء و عقب ذلك اضطررت أن أستأذنه، بحكم الميانه و حيث أن مدينته ليست ببعيدة مجرد ساعه قيادة و كان يريد المغادرة أساسا قبل الليل.

إلا أننا ترددنا بالإنطلاق حيث أن الجو لا يشجع على الخروج من المنزل فما بالك بالسفر، شاهدنا نشرة الأحوال الجوية، فإذا بها تزيد الطينة بله، كل المؤشرات تقول بأننا سنمر بعاصفة ثلجية قاسية، فكنا أمام خياران لا ثالث لها، إما المغامرة و السفر في هذا الجو الثلجي العاصف أو إلغاء الرحلة لأن المسافة ستقضي على يومين بالقيادة و بالتالي لن يتبقى معنا سوى 4 أيام لا تسوى كل هذا التعب.
نظر لي زميلي بالسكن حينها و قال ما معناه، هذه أخر رحلة خاصة لنا هنا، لذا لماذا نضيع الفرصة، نتوكل على الله ونسافر...
ركبنا السيارة و غادرنا و الثلوج تنهمر بشدة في مدينتنا حتى كنا قلقين بإن الطرق ربما تقفل و منع من السفر بشكل قسري، لا زلت أحتفظ بصورة لي في محطة الوقود في مدينتنا والثلج قد غطى المكان و تمترست بسترة ثقيلة للوقاية من البرد..
و عندما وصلنا ميامي اضطررت لشراء تي شرت و شورت بسبب حرارة الجو!!
عندما انطلقنا من مدينتنا اضطررنا للقيادة في جو سيء للغاية، عاصفة ثلجية و المركبات تكاد تمشي على الطريق و الطريق زلج و كل من قاد بجو تتساقط فيه الثلوج بكثرة يعرف صعوبة القيادة في مثل هذه الأجواء، بعد قرابة 5 ساعات قيادة خرجنا من الأجواء الثلجيةو ابتعدنا بشكل كلي من هذه العاصفة الثلجية..
نعم اعترف كانت لحظة مجنونة و مخيفة القيادة في مثل هذه الأجواء و العاصفة الثلجية القاسية لكن الفرص لا تتكرر ....

..

- التذكرة -


في أحد أيام الصيف قرر زميلي بالسكن العودة للكويت في أجواء الصيف الحارقة التي هربت منها لأربع سنين فقط ثم رجعت لها، و كنت أساعده على تحضير أمتعته و اتفقت مع صديق أن يرافقني حتى نمضي باقي اليوم في مدينة ديترويت حيث كانت طائرته من هناك بسبب الحجوزات، و بما أن مطار ديترويت لا يبعد سوى ساعه و نصف قيادة فقد كانت رحلة قصيرة بالنسبة لنا.

وصلنا المطار و أنزل أمتعته، و دخلنا معه للمبنى المخصص لرحلات شركة الطيران التي سيسافر لها، حيث أن المبنى مخصص فقط لهذه الشركة، Terminal، (الحين أعرف يعني شنو تيرمينال)


لذا بعد أن أدخل أمتعته في الوزن و أخذ وصل استلام الأمتعة من الكاونتر الأولي، دخلنا Terminal لكي نقضي معه أكثر وقت ممكن و جلسنا معه في القاعه المخصصة للمغادرين، حيث أن وقتها كانت تعليمات السلامة أقل منها الآن بخصوص السماح للمرافقين بالجلوس في قاعة المغادرة المخصصة للمسافرين للرحلات الداخلية فقط، لكن بعد أحداث 11/9 و بركات بن لادن تم منع هذا الشي الآن.


عندما أعلنوا عن بدأ استقبال الركاب لرحلة زميلي بالسكن، رافقته للكاونتر لكي يحجز مقعدا بالطائرة Boarding pass وعندما وصل دور زميلي سلم الموظفة تذكرته لكي تعطيه ورقة حجز المقعد بالطائرة لهذه الرحلة.


لكن عندما استلم ورقة الحجز بدأ يضحك بشكل عالي و هو يلتفت لي و يلوح بهذه الوريقة الخاصة بحجز المقعد، لوهلة اعتقدت بأنه فرح لعودته للكويت، لأن كان يعاني من مرض حنين الوطن بشدة في أخر أيامه Home Sick.


إلا أنه فاجأني عندما أعطاني ورقة حجز المقعد لأجد إسمي فيها بدل من إسمــــــــه !!!!!!!!!



إلى الآن لم نعرف ماذا حدث بالضبط و بالأمس كنت أتحدث معه عن هذه الحادثة التي لم أجد لها تفسيرا...!!



طبعا بعد أن استخرج جواز سفره و رخصة قيادته وكل هوية يحملها معه و كذلك التذكرة و كلها تحمل إسمه طبعا ! كي يقنعها بأن ورقة حجز المقعد ليست بإسمه بل بإسمي و أضطررت لأن أريها رخصة القيادة للتتأكد بنفسها و تغير ورقة حجز مقعد الطائرة بإسمه كي يسافر و يعود للوطن..
..

- الطبخ و الغسيل -


كما سبق و ذكرت كانت هناك اتفاقية مشتركة بيني و بين زميلي بالسكن في مسألة الطبخ و الغسيل لكنها سرعان ما أنتهكت من طرفي و اصبح الإتفاق لاغيا، لكن هذا لم يمعني من محاولة ايجاد طرق أخرى لإسترجاع بعض نقاط هذه الإتفاقية بأي طريقة كانت، و من هذه الطرق كنت أجد أفكار مجنونة لكيفية حثه على قبول مراهناتي البريئة.

أحد هذه الطرق، كنت في أحد أيام الشتاء الباردة حيث الثلج يتساقط و قد تجمع عندنا ثلة من الطلبة من أصدقائنا، و وجدتها فرصة سانحة لإستغلال الموقف...

فقلت للجميع بما أن وقت وجبة العشاء قد قرب، لما لا نقوم بتجربة و نرى من يستطيع أن يلبس بيجامه دشداشة و شماغ أصفر جريمبه (جريمبة: نسفة كويتية بدون عقال)، و يحضر لنا عشا من مطعم صيني..

طبعا بيجامة الدشداشة متوفرة و الشماغ الأصفر كان ملكا لزميلي بالسكن، لكن من يستجرأ يلبس هذا اللبس و يخرج ليحضر وجبة العشاء بهذا اللبس!

طبعا شخصيا لم أنظر لهذه المسألة إلا من باب (استغلال الموقف) لذا الشماغ سيقيني هذا البرد و دشداشة البيجامة شتوية و ستدفئني، فأنتظرت لأن يتقدم أي شخص مقدام لكن مافيش فايد، محدش عاوز ...

قلت حسنا سأقوم بالمهمة لكن عندي شرط ...

المشكلة حينها بأن زميلي بالسكن قبل الشرط و لم يظن بأن موافقتي ستكون مشروطة و شرطي هذا سيكون عليه لا على شخص أخر..

فلما سمعوا شرطي ضحكوا..

ورفض في البداية لكن وافق شرط خصم المدة و حذف فقرة من الشرط..

الشرط كان..

أن يقوم بغسل ملابسي و يقوم بالطبخ بشكل يومي لمدة شهر، لكن قلصها لإسبوع و حذف فقرة الغسيل فأصبحت أن يطبخ الغداء لي يوميا لمدة اسبوع، طبعا شامل تنظيف المائدة

أمانة ذهبت و كسبت الرهان لكن عندما ذهبت لم أنزل من السيارة منعا من الإحراج، فقد ذهبت لمطعم صيني أخر لديهم خدمة السيارات و لم ينتبهوا لهذا الشي..



..

- مزاجك سيـما -




الفراغ الشباب مزيج خطر قابل للإشتعال و الإنفجار و الإندثار في آن واحد، فعندما تجد فراغا ستخطر لك أفكار غريبة و بعضها مجنونة، ففي أحد هذه الأيام بينما كنت مع زميل السكن جالسين في شرفة الشقة و مع إطلالة جميلة على ملعب الغولف، حيث لم يكن هناك أي شي نعمله، أخذنا نتسآل كم فلما تعتقد بأننا نستطيع أن نشاهده في السينما دون ملل، و أخذنا نتراهن، أثنان، ثلاثة، أو حتى أربعة..


قررنا أن نطبق هذا الشي على أرض الواقع فقررنا الذهاب لسينما على طرف المدينة و تجتذب غالبا العوائل الكبيرة أو المراهقين لرخص سعرها حيث أن الفلم الواحد دولار واحد فقط، فدخلنا فلما في الساعه الواحدة بعد أن تناولنا وجبة الغداء و خرجنا في الساعه الثامنة مساءا !!




طبعا غيرنا صالة العرض أكثر من مرة حيث كان هناك 12 صالة عرض و بعض الأفلام بعد ربع ساعة تعرف كيف سينتهي، خلاصة الإستنتاج بأن الرهان حرام، و قضاء 7 ساعات في صالة سينما مضيعة حقيقية للوقت، و الإستنتاج الأهم..
لا تسطيع أن تستمع بأكثر من فلم واحد...






..

- HaPPy BiRtHDaY -


أعترف بأن من طباعنا الغير مستحبة، أننا نقوم باستغلال كل شي نجربه لأول مره حتى نستفد متعته، كما حصل مع أحد زملائي في القصة أعلاه، و كذلك عندما توجهنا لتناول وجبة الغداء في أحد أيان نهاية الإسبوع و كنا عدة أشخاص، فقام أحد الأصدقاء بعمل مقلب لزميل لنا،
و كان هذا الزميل ملتزما من الناحية الدينية.

فقبل أن ندخل المطعم قام بتوصية عدة زملاء و تنبيههم، فعلم الجميع فيما عدا هذا الشخص، و بعد أن تناولنا الغداء جلسنا نتحادث، و بينما نحن نتحادث فإذا بفريق المطع من نادليين و نادلات يتجمعون على الطاولة و يحضرون كيكة و يلبسون هذا الزميل قبعه مضحكة و هم يغنون:
HaPpY BiRtHDaY To YoU
طبعا شرب الزميل المقلب، و لم يتحدث و بدأت على ملامحه علامات الخجل و الإحراج الشديد

و نحن نغني معهم ... HaPpY BiRtHDaY To YoU

و لم يكن ذاك اليوم عيد ميلاده، لكن مجرد مقلب قمنا بتنفيذه من أجل المتعه فقط ...الأسوء من هذا..تكرر هذه المقالب و في نفس المطعم عدة مرات حتى أن بعضهم متى ما رآنا يسألنا مباشرة، هل تريدون الإحتفال بيوم ميلاد أحد اليوم !

يا دي الفضيــحه ..


..

- الإستغلال -



من مميزات الحياة هناك طبيعة التنافس التجاري بين مزودي الخدمة أو موفري البضائع بشكل عام فلا تجد احتكار لبضاعة معينة أو خدمة بل تجد من يقدمها عدد من الشركات، و بدون مبالغة يحاول الكثير اللعب على تنافس هذه الشركة لتجييره لمصلحته الخاصة، فمثال على ذلك.
كانت توجد لدينا 3 شركات تقوم بتوفير خدمة الإتصال الأرضي الدولي، و عندما تشترك بشركة ما تقوم أحدى هذه الشركات بالإتصال بك لكي تقوم بتغيير عقدك معهم و غالبا ما يقومون بدفع فاتورة شهر لك أو أحيانا بدفع تكاليف فاتورتك إذا كانت قيمتها عالية، حيث يطمعون بقدرتك على الصرف لجذبك.
أحد الأصدقاء كان يتصل بهذه الشركات عندما لا يقومون بالإتصال به و يقوم بمفاوضتهم لدفع فاتورة الإتصال الدولي، أحيانا يدفعونها كاملة و أحيانا يقدمون له 100 دولار فقط، و يقوم بتغيير عقده مع هذه الشركة، لكن بعد شهرين يقوم بنفس العمل و يتصل بشركة ثانية لكي يغير عقده معهم و قد قام بهذه الفعل عدة مرات خلال سنة واحدة حتى رفضت أحدى هذه الشركات أن تقدم له أي عرض أو الدفع عنه لكي يوقع عقد معهم و السبب معروف طبعا فقد تبين لدى من بيانات الشركة بأنه ينتقل من شركة لشركة للحصول على عروض و كي يتم دفع فاتورة الإتصال الدولي الخاصة به.
قد يعتبر البعض بأن هذا الشيء يعد نوع من أنواع الإستغلال، و يرى البعض الأخر بأن طبيعة التنافس الحر وفرت هذه الميزة لصالح الزبون و بالتالي من حقه أن يجير هذه الميزة لصالحه.
لكن الشيء الذي لا خلاف عليه، استطاع أن يوفر الكثير من المال بدل من دفعه لفاتورة الإتصال الدولي.

- بقشيش أعلى من الفاتورة -


افتتح أحد أبناء الجالية اللبنانية مطعما في حدود ممتلكات الجامعه و جهز المطعم بديكور جميل، و أكمل هذا التجهيز بطاقم لبناني من النادلين و النادلات، كان مطعما جيدا لتناول وجبة دسمة و مكان ممتع للتجمع عندما نكون في الجامعه، لكن أحيانا تمر بمواقف معينة تجعلك تفضل الإبتعاد عن المكان بسبب مرتاديه لا بسبب المكان ذاته، و هذا ما حصل معى و مع الكثير من الطلبة الخليجيين بالنسبة لهذا المطعم بالذات.

فمالك المطعم حتما اختار طاقم النادلات بعناية شديدة لجذب مرتادين للمطعم خصوصا في جو شبابي في الحرم الجامعي، فتجد تصرفات و افعال مضحكة لبعضهم، و منهم من منع بأمر قضائي من دخول المطعم!

و منهم من ابتعد من تلقاء نفسه بسبب ما سبب لنفسه من حرج، و بعضهم استمروا بمحاولاتهم.

ومنهم زميل خليجي، كان يحضر بشكل يومي فقط من أجل نادلة معينة، لا يطلب سوى قهوة سعرها لا يتجاوز الثلاث دولارت مع الضريبة،
لكنه يدفع بقشيش أعلى من قيمة فاتورته وقهوته ..
بدأ بدفع بقشيش لهذه النادلة بسبب خدمتها له بدولارات ثلاث ثم رفع بقشيشه مع الأيام لخمس دولارات ثم عشرة و أخرها بقشيش وصل لعشرين دولار بينما طلبه مجرد قهوة لا تتجاوز ثلاث دولارات !!

عندما تكثر مثل هذه النوعية من الزبائن فستجد نفسك تنسحب من هذا المكان من تلقاء نفسك لأن النظرة العامة ستعمم عليك كما لو أنك مثل هؤلاء، فتشتري راحتك و تبتعد عن مثل هذه الأماكن التي أراها جاذبة للمشاكل مع الوقت
بسبب تنافس الشباب لكسب قلب هذه النادلة أو تلك كما ما يعتقدون ...
..

- حفلة على الطريقة الكويتية -


بعد الإنشقاقات التي حصلت أثر الإنتخابات الطلابية، بدأ غالبية الطلبة يتجمعون في شقتي مع زميلي بالسكن عمر، و بسبب علاقتنا مع الجميع الجيدة و توافر جميع سائل الترفيه في مكان واحد!.
كمبيوتر شخصي متصل بالإنترنت، ألعاب متعددة مثل رسك و مانيبولي و كذلك الجنفجفة، الكوتيشينه، كما يسميها أخواننا المصريين، كل شي متوافر فقط احضر و استمتع هذا شعارنا الغير معلن.
و في أحد أيام نهايات الإسبوع كان الوطيس حاميا على جميع الأصعدة بين من يلعب رسك و كذلك من كان مشنغلا بالجنجفة، و كوننا أناس لا نحب الصوت العالي إطلاقا خصوصا عندما نلعب الورق، فقد اجتذب هذا الهدوء الصاخب أحد الأشخاص الذي طرق الباب، فكان شيئا غريبا بصراحة و أمانة لم نتعود أن يطرق الباب أحدا، لأن العادة جرت بأن أي شخص يدخل بدون استئذان و عندما يفتح الباب بدون استئذان ويجدنا يقول: هاا أنتم هني !!
يعني وين بنكون دام قدامك !!
المهم، عندما سمعنا صوت الباب يطرق، حلت السكينة و الهدوء فجأة!، و كل شخص يتلفت على الأخر و هو يتساءل من الذي يطرق الباب بأدب؟؟
فقمت لأفتح الباب، و كل اعتقادى بأن الطارق أحد الجيران يشتكي من صوتنا العالي جدا، فلما فتحت الباب فوجدت...
شاب أمريكي يبدو بأنه من طلبة الجامعه، و قد بدا كأنه لا يعرف أين هو، وواضح جدا بأنه سكران لدرجة الإغماء، فعاجلني قبل أن أتكلم ليقول لي:
Hey guys I heared a loud noise so I thought you having a party here
بما معناه، سمعت صوت صاخب و عالي لذا اعتقدت بأنكم تقومون حفلة هنا..

لم يكد ينهي جملته حتى قفز زميل من مكانه ليأخذ بيد هذا الشاب و يقول له، نعم عندنا حفلة لكن لا نريد أن تتفاجأ الفتيات عندما يريون شخص غريب، لذا سأخذك لتختبأ و عندما أنادي عليك تعال و شاركنا فأبتسم فرحا هذا الشاب، فأخذه صديقي عند موقف السيارات القريب من شقتنا حيث حاوية القمامة الكبيرة و قال له اقفز و اختبأ داخل الحاوية، تردد الشاب في البداية و لم نكن نعتقد بأنها ستنطلي عليه و إن كان في حالة سكر شديد، لكن في النهاية أقنعه هذا الصديق بأن يقفز في الحاوية و يختبأ بها....!!
أمانة لم نتأكد لاحقا أين ذهب أو إذا ما وجدوه في الصباح في الحاوية أم أنه غادر من تلقاء نفسه ... مو كافي اللي سويناه فيه .


..

- دبلوماسية كرة القدم-


دروة الخليج التي اقيمت بالبحرين كان منتخب الكويت حينها منتخب (عليه القيمة)، و كنا نجتمع قرابة 20 كويتي في شقة صغيرة لمشاهدة مباريات المنتخب التي كانت تقام وقت الظهيرة حسب توقيت المدينة، وعندما لعبت السعودية مع الكويت، حضر أحد الزملاء مع ثلاث من أصدقائه السعوديين لمشاهدة المباراة معنا، وقبلها كان قد اتصل بصاحب الشقة و قال له بأنه سيحضر مع ثلاثة من أصدقائة من السعودية، لذا تمنى أن لا نتحمس كثيرا و نتلفظ بألفاظ جارحة.

فقمنا بشد الحزام و رفعنا شعار "كرة القدم..أخلاق"، و عندما بدأت المباراة ترى الحسرة على وجوه الكثير في حال ضياع فرصة أو حدوث مشكلة انفعال يمكن التحكم به، و لكن عندما دخل الهدف الأول فرح السعوديين كثيرا و عندما احرزنا هدف فرحنا اكثر بحكم عددنا و المكان لنا، لكن عندما احرزوا هدف الفوز لم تبدوا اي مشاعر على السعوديين.

إلا أن الطامة الكبرى كانت في زميلنا الذي أحضر أصدقائه السعوديين معه و أخذ ينصحنا و ينبهنا بضرورة ربط الأعصاب و عدم الإنفلات، فعندما احرزوا هدف الفوز انفعل بشدة و أخذ يشتم يمينا و يسارا حتى بدأنا ننسحب واحدا تلو الأخر..

رغم هذا لا زال زميلي مستمرا بصداقته مع اصدقائه السعوديين حتى هذا اليوم، فالرياضة قد تفرق لكنها لا تشتت روابط عظيمة كروابط الصداقة..


..

- الثلـج و أيـامه -


كانت الأجواء الممطرة شي اعتيادي بالنسبة لنا هناك، و المتعة الحقيقة عندما شاهدت الثلج لكن ليس في المرة الأولى في ليلتي الأولى بل بعد أن استقريت و سكنت في شقة صغيرة مع زميلي الأول في السكن، حين خرجنا في أحد الأيام باكرا متجهين مع أصدقاء أخرين للذهاب لمكان ما، و بدأ أحدهم برمي كرة ثلج علينا و بدأنا نلعب مثل الأطفال الصغار نتقاذف كرات الثلج، و كان معنا أحد الأصدقاء ممن سبقونا في الدراسة قال لنا، اليوم ستستمعون بالثلج و غدا ستتمنون عدم نزوله.
بالفعل مع مرور الأيام و الشهور أصبح الجو عندما يتساقط الثلج جوا كئيبا حيث لا يمكن ممارسة أي نشاط خارجي، و عندما تمتليء الشوارع بالثلج و مع انعكاس أضواء الإنارة من الثلج ترى السماء بدون مبالغة كما لو أنها برتقالية!!!
الشتاء كان قاسيا كئيبا، و عندما لا أجد شيء أفعله أقوم بوضع علبة بيبسي خارج نافذتي لأسترجعاها بعد دقائق متجمدة، ولا أعلم لماذا أكرر فعل هذا الشي في الأجواء الشتوية الكئيبة!
تصرفات نكتسبها قد تكون غريبة و بعضها لا أجد لها تفسيرا، لكنها حتما مضحكة عندما أتذكرها الآن..
..

- Dr. Ashely -


كان العديد من الطلبة يتهافتون على أخذ المواد التي يدرسها دكتور أشلي نظرا لأن اختباراته سهله و خصوصا بالنسبة لنا، حين يسألك عن موقع الغابات الممطرة أو من هو رئيس وزراء أسرائيل و أين تقع الأهرامات!!
لذا تجد صعوبة كبيرة في التسجيل في مواده ما لم تسجل مبكرا و عند بداية الفصل الدراسي تجده يلقي محاضرة تعريفية، ليقول يوجد لدي الكثير من الطلبة المسجلين لكنني أرى بأن المتواجد أقل من نصف من سجلوا لهذه المادة لذا أنا أعلم بأن غالبية الحاضرين هنا ممن يطمحون بأن أوقع لهم كي يتمكنوا من تسجيل هذه المادة، و لهؤلاء أقول لهم لا يمكنني إطلاقا أن أسجل أحدا.
و يبدأ بسرد أعذار الطلبة كي يقنعوه بأنهم لا بد من تسجيل هذه المادة و أحد هذه الأعذار الجاهزة والمعلبة ما ذكر له أحد طلبتنا حين قال له بأن إذا لم يسجل لهذه المادة فلن يتم الوحدات الكاملة و بالتالي فإنه مضطر للعودة للكويت و هناك هو مطلوب للدخول للجيش بسبب
( التجنيد الإلزامي )
و سيقض سنتين متوقفا عن الدراسة، فوافق له.
لذا قال، لا اريد أن يأتيني أحدكم ليطلب مني أوقع له ليتم تسجيله في هذه المادة و يذكر لي عذرا ما مثل بأنه إذا لم يسجل
فسوف يتم تجنيده في الجيش في مكان ما مثل افغانستان!!
و كان معنا طالب أفغاني عاش حياتة بالكويت، و عندما سمع هذا إلتفت لي و قال: كان هذا عذري!!!!
فقلت له كن صادقا معه فإنه يحب من يصدقه القول و لن يخذلك،
و بالفعل قال له بأنه كان يريد أن يقول هذا العذر لكن عندما سمعتك تذكره غيرت رأيي و سأصدقك بأنني أردت تسجيل هذه المادة لأنني أدرس الهندسة و موادي تعتبر ثقيلة و تحتاج لوقت كبير للدراسة و هذه المادة اجدها نسبيا سهلة خصوصا و أنها عبارة عن معلومات تثقيفية.
فأعجب برده و ووقع له و تم تسجيله في هذه المادة..

..

- مواقع الإنترنت -



كنا نتشوق لقراءة أخبار البلد و كل شيء باللغة العربية، لذا كان لدى البعض طرقه الخاصة فمن يشتري كتب تكفيه لسنة لقراءتها و هناك من يشترك في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية أو حتى صحيفة الحياة اللندنية، و هناك من اشفقت عليه الإنترنت ليقوم بتصفحها، و من أوئل المواقع على الإنترنت موقع فارس.نت، و كذلك موقع لأحد الطلبة في نيويورك الهاجري نسيت أسمه، حيث من خلاله تعرفنا على الصحف العربية و أول صحيفة كويتية على الإنترنت الوطن.
كانت المكتبة توفر عدد من الكمبيوترات للإطلاع السريع و لخدمة أكبر عدد من الطلبة، و عندما ترى تجمع طلبة على كمبيوتر واحد فستعرف بأنهم عرب و بالأخص كويتيين يقرأون صحيفة كويتية!!
حتى مَنّ الله علينا بعدها و انفق الجامعه لبناء مبنيين خاصيين لطلبة الهندسة و توفرت لنا أكثر من مختبر و حاسبات ألية متصلة بالإنترنت مباشرة، تجد الطلبة الأخريين يستخدمون هذه المختبرات لعمل تصاميم و تجدنا نستخدمها لتصفح المواقع العربية.
و في احد هذه الأيام التي نقضيها في تصفح المواقع العربية أتى طالب صيني كان يقضى في المختبر بالساعات، و سأل أحد الزملاء إذا كان هو الشخص الذي يبحث عنه، فقال له الزميل لا أخطأت،
فرد الصيني: بأننا العرب نشابه بعضنا البعض لذا إلتبس عليه الأمر.عجبي!!

إذا كنا نشابه بعضنا البعض فماذا عسانا أن نقول عنهم !!

- EMINEM: 8 Miles Road -

طريق الثمان أميال شارع مشهور بشيئين، أولهما الذي أطلق شهرته على نطاق العالم هو فيلم لمغنى الراب الأمريكي "EMinEM"، حيث نشأ و ترعرع هناك و برز كمغني راب و بعد شهرته أطلق فيلمه المعروف Eight Miles الذي يحكي قصة حياته.
أما شهرته بالنسبة لنا حينها حيث لم يظهر وقتها هذا المطرب لكنه مشهور بالجالية العراقية من الطائفة الكلدانية و هي طائفة مسيحية، و يتركزون هناك بشكل مكثف و اكتشف احد الزملاء من اصحاب الفضول هذا الحي، و بعد تجربته لعدة مطاعم هناك نصحنا بمطعم صغير لكن كما قال جيد جيدا..
ذهبنا إلى هناك احد أيام الجمع لتناول الغداء، و كنا نتجاوز الأحد عشر شخصا، و صلنا للمطعم و جلسنا بعد أن جمعنا عدة طاولات مع بعضها البعض، و كان واضحا من لهجتنا بأننا جميعا كويتيين فأقترب منا أحد زبائن هذا المطعم مبتسما و سألنا إذا ما كنا من الكويت فقلنا نعم..
فقام بإهدائنا شريط غنائي له! دعاية و إعلان مجاني
بعدها قمنا بالطلب و عندما احضرت لنا جرسونة المطعم و مالكته بنفس الوقت طلباتنا و قبل أن نبدأ بالأكل سالتنا: منين أنتم شباب ...
فقلنا : من الكويت ...
فرددت : حســافة ...
قال أحدنا مستغربا .. ليش حسافة ؟؟
قالت : لو أدري انكم من الكويت جان حطيت إلكم سم بالتمن !!
و أخذت تضحك ..
كانت مزحة قد يراها البعض ثقيلة و قد يراها البعض مخيفة و قد يراها البعض مضحكــة ..
بامانه وجدتها مضحكة للغاية على عكس أحد الزملاء الذي توجس خيفة حينما سألني : شنو يعني تمن ؟؟
قلت له .. تمن بالعراقي يعني رز بالكويتي عيش ..
لا أعرف ماهو شعوري بالضبط لكنني وجدت الموقف مضحكا بسبب ابتسامة هذه السيدة و رحابة صدرها منذ وصلنا و جلوسنا على الطاولة، شكله يذكرني بممثلة عراقية تشابهها بالشكل لكن لا أعرف أسماء الممثلين ..
كان مطعما جيدا لكن لم نكرر الزيارة و السبب بعد بعد المسافة حيث كان على أطراف مدينة ديترويت بنهاية طريق ثمان أميال ...
..

- نــاظم الغزالــي -




حضور السيدة ازدهار* جعلني أتذكر موقفين حصلا مع الجالية العراقية هناك،
حيث يتواجد عدد كبير من أبناء الجالية العراقية في مدينة ديترويت الأمريكية و كانت قريبة من مدينتي حيث لا تتجاوز المسافة ساعة قيادة واحدة فقط. لذا كنا نذهب كثيرا هناك خصوصا في نهاية الإسبوع إما للتسكع!
أو لتناول وجبات مختلفة من مطاعم عربية متعددة..
كان لدينا الكثير من الحساسية من العراقيين و كذلك هم يحملون نفس الشعور و السبب معروف طبعا تبعات الغزو و ما خلفته من أثار نفسيه على كلى الطرفين، و في أحد الأيام قررنا الذهاب لمطعم عراقي في تلك المدينة، و كان مشهورا بالكباب العراقي، ذهبت مع زميلي في السكن، مستر عمر، و عندما دخلنا المطعم طلبنا ما أتينا من أجله، و كان صاحب المطعم معتاد على تشغيل أغاني عراقية قديمة للزبائن لإضافة جو عراقي أصيل كما يقول هو.
و بعد تناولنا وجبة العشاء كنا نتحادث و نتسامر أنا و زميلي بالسكن،
وصادف وقتها اذاعة أغنية ناظم الغزالي (فوق النخل )
مع موالها المشهور الذي يثير حتما شجون من عاشوا تلك الفترة..
بعد انتهاء ناظم الغزالي من الموال، فإذا بصوت قريب منا يعلو ليقول: "إيـــه وينك يا نـاظم..لتشوف شلون الكويت و العراق هســه"...
و كان الموال الشهير قد غناه ناظم في حفلة بالكويت على ما أعتقد..
لا أعلم لماذا أستفزني تعليقه، فقمت من مكاني لأرد عليه و زميلي يعرف تماما بأنني لا أستطيع الصمت عندما أسمع تعليق يمسني، فحاول ثني لكن مش النهارده...
فكانوا اثنان رجلان كبيران، فقلت لصاحب التعليق: قول وينك يا ناظم عشان تشوف شسوى صدام بالعراق ولا الكويت مالها علاقة بحالكم .

اشتبكنا بمشادة كلامية أنهاها صاحب المطعم بكل دبلوماسية عبر ضيافته لنا، و مع هذا رجعنا للمطعم مرة ثانية و ثالثة حتى مررنا بموقف جعلنا نبتعد عن هذا المطعم، حيث تجمع بعض الشباب العراقيين على سياراتنا الشخصية و جلوسا عليها بطريقة كما لو أنهم يريدون التحرش بشكل واضح، و لولا صاحب المطعم فلربما حصلت مشاجرة كبيرة ...

..

* الاخت ازدهار : هي صحفيه وشاعره عراقيه الجنسيه ..ومن الاعضاء المتميزين في منتدى الشبكه الوطنيه الكويتيه التى نشرت فيه المذكرات لاول مره بعنوان (أوراق مغترب: ذكريات و مواقف ) ..
..

- مقتطفات من الذكريات -


في بداياتي الجامعيه كان الطابع يغلب على التطبع فكنت لا أعطي الدراسة حقها و لو رجع الزمان لغيرت هذا الشيء، رغم أنني كنت متفوقا لكنني لم أكن مجتهدا، و أخر عامين انتبهت لدراستي و بدأت أغير من نمطي و في يوم كنت قد خرجت من الجامعه في وقت متأخر من الليل بعد أن قضيت فيها بضع ساعات للدراسة، و عند إشارة المرور استوقفتني دورية مرور، بعد أن سلط ضوء الكشاف علي و أمرني بوضع كلتى يداي على المقود، أنتظرته في مكاني حتى أتي، و بعد أن أخذ رخصة القيادة أبلغني بأن صلاحية لوحة السيارة أنتهت حيث يتم تجديدها سنويا و تنتهي في يوم ميلادك.لم أنتبه و كانت وقتها فترة اختبارات لذا قلت له بأنني للتو خرجت من الجامعه للدراسة و بكل أمانه أن لا أحتفل بيوم ميلادي لذا لم أنتبه لهذا الشيء، ابتسم و ضحك و قال لي:

Then Happy birthday

و لم يخالفني و تركني على وعد أن أجدد صلاحية اللوحة فور إنتهاء فترة الإمتحانات ...



*******************






في أحد الأيام ذهبنا لأحد المطاعم لتناول وجبة العشاء و عندما جلسنا على الطاولة، كعادة الكويتيين يعلو صوتنا عاليا و نحن نتحادث فيما بيننا و لما وصلت الجرسونة أخذت تستمع لنا بصمت كأنها تقول لنا أكملوا حديثكم..و عندما توقفنا، أخذ أحد الزملاء يسألنا بالعربية كل عن طلبه، لأنه متردد ماذا يطلب، فسألته هل أنتم من دولة عربية، فقلنا: نعم ..
فسألتنا مرة أخرى: من أي دولة؟ إذا أمكن ..


فقلنا من الكويت، فردت علينا بتعجب و دهشة مفرحة : woow و أنا بعد من الكويت !!!!

يا عيني .. هو الزول يعطي كويتي بس اللهجة مافيش ملامح إطلاقا ..حيث قالت بأنها كويتية لكنها لا تجيد اللغة العربية ..

وبما أننا لا نملك فضول نهائيا .. سألها أحد الأصدقاء برد سلبي .. هل كيف كويتية .. و لا تتحدثين العربية ..

فذكرت لنا قصتها .. التي فتحت بابا تمنيت لو أسمع به أو أطرقه، فقد كانت البنت عبارة عن نتاج مغامرة عاطفية لشباب كويتيين سبقونا في الزمان للدراسة و تركوا أم البنت بعد الحمل لتجد نفسها بلا أب، و بعد فترة ذهب أحد الأصدقاء من باب الفضول القاتل لمركز تجاري كانت تقول بأن هناك فتاة أخرى من الكويت نفس قصتها و هم اصدقاء ليتعرف عليها و يكتشف بأننا خلفنا جيل يمكن أن يؤثر بالإنتخابات الأمريكية في المستقبل !


*******************




من المواقف الطريفة التي لم نعتد عليها هي التعاطف القوي من قبل هيئة تعليم فقليلا ما تجد تعاطف هيئة تعليم مع طلبة، فعندما حصلت حادثة التفجير الشهيرة في أوكلاوهما كنت للتو بدأت في الدراسة في معهد اللغة و لم نكن نقرأ صحف يومية بالصباح الباكر، و عندما دخلنا معهد اللغة وجدنا مس جاكسون تحتضن كل شخص يدخل من الشرق الأوسط و هي تبكي!يعني ماذا يمكن أن تفعل في مثل هذا الموقف، أول ما تدخل تجد عجوز مسنة و تحضنك و هي تبكي من أجلك!!طبعا خوفا على سلامتنا تم اعطاءنا اليوم كإجازة و اليوم الثاني كذلك حتى هدأت الأمور و لم تظهر أي ردود فعل عنصرية و بعدها تم التوصل للفاعل الحقيقي حيث تبين بأنه أمريكي عنصري للعرق الأبيض..


*******************






إزدواجية الجنسية تجدها عند كل من ولد في الولايات المتحدة و كان أحد الزملاء قد ولد هناك عندما كان يدرس والده في الولايات المتحدة و رغم هذا لغته الإنجليزية تعد ضعيفا جدا مقارنة بقرنائه من الزملاء، و احد الأيام تم طلب صورة لجوازه الأمريكي حتى يتسنى لمعهد اللغة أن يدرجه ضمن الطلبة الملتحقين بالجامعه بعد أن نصحه أحد الزملاء بأن يسجل كطالب أمريكي لا كويتي و بالتالي يدخل الجامعه بدون توفل (توفل: اختبار اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية) فتشجع خصوصا بعد أن سبقه بهذا الشي زميل أخر.

فطلب مني الذهاب معه لإستخراج جواز سفر أمريكي كونه يعد مواطنا أمريكيا، و ذهبنا لمركز البريد حيث وقف طلبوا منه أربعة صور فقط، فذهبنا لإحضار هذه الصور و سلمها بمركز البريد بعد أن عبء استمارة استخراج الجواز الموجودة عند مركز البريد و بعدها بإسبوع استلم جوازه الأمريكي الجديد من مركز البريد ايضا !!





..

- غـســان -


تخيل بأنك تستطيع محادثك الكويت هاتفيا و لمدة ساعتين دون انقطاع بخمس دولارات، سعر بخس و زهيد و مكالمة تعد مجانية هذا ما كان يوفره لنا ( غسان ) ، كروت اتصال عبر ارقام اتصال لدول لم نسمع بها المهم نستطيع أن نتصل بالكويت، مش مهم منين و فين..

ببساطة غسان كان يعمل في وظيفة متواضعه و أحد الطلبة السعوديين ذكر له بأن ما نفتقر له هنا هو مطعم يقدم وجبات خفيفة عربية و من يقوم بتقديم وجبات عربية خفيفة سيربح و يجني ربحا طائلا، فقام بإفتتاح مطعما لتقديم وجبات عربية خفيفة، و في يوم من الأيام سمع احاديث الشباب عن تكلفة المكالمات الدولية العالية و بحث بعضهم عن طريقة رخيصة للإتصال الدولي فما كان منه إلا أن قام بالبحث عن كروت اتصال دولية و وفرها بأسعار زهيدة بعضها يمكن الإتصال لمرة واحدة فقط !!!

يعني لا مجال لتوفير دقائق لمرة ثانية و بعضها يمكنك سماع صوت لاتيني داخل معك بالخط !

المهم توفير كروت رخيصة، و كان كلما اقترح احدهم شيء وفره، يعني خدمة تحت الطلب، و في مرة من المرات اقترح عليه الزملاء لزيادة مبيعاته أن يقوم بتوظيف مراهقات لخدمة الزبائن (جرسوونات يعني نادلة)...
و بالفعل قام بتنفيذ الإقتراح ...

غسان on call



..

- إجتماعات الإخوان المسلمين في أمريكا -


كانت المدينة التي أعيش فيها هادئة حتى غزتها قيادات شباب الحركة الدستورية الدارسين هناك، و لم تكن هناك مشاكل تذكر بين الطلبة الكويتين حتى أعلن أحد الطلبة منافسته لقائمة ناشئة الحركة الدستورية فرع الولايات المتحدة الأمريكية، فقد أختلف الوضع بعد ذلك و قبل ذلك كنا أخوة و طلبة و أحبة لكن بعد اعلان خوض الإنتخابات أصبحوا يلمزون و يغمزون بأن هذا الزميل مثير للفتن و يريد شق صف الطلبة الكويتيين!

و لمعرفتي الشخصية بهذا الزميل والصديق تعاطفت معه بعد هذا التجني و قمنا بتشكيل لوبي ضاغط لتغيير إنتخابي و قمنا بسهولة بتوفير الأغلبية اللازمة للقيام بهذا التغيير في المدينة أولا ثم انتقلت هذه العدوى للإنتخابات العامة لإتحاد الطلبة الكويتيين فرع الولايات المتحدة الأمريكية قمنا بتشكيل نواة قائمة انطلقت شراراتها من الزميل و بدعمنا قامت هذا القائمة بإختراق قائمة ناشئة الحركة الدستورية رغم كل محاولاتهم البائسة من طعن في الذمم و الأخلاق و استخدامهم للأسلوب القبلي لقتل القائمة المنافسة و استدراجهم للنائب الحالي و العضو في مجلس الأمة ابن النائب السابق هادي هايف الحويلة حين احرج نفسه و كأنه يريد إثارة مشاجرة و فض الإنتخابات و تخريبها..

بعد هذه الإنتخابات تغيرت الأنفس، من قبل ناشئة الحركة الدستورية في مدينتا فسابقا كانوا يجتمعون معنا لكن بعدها بدأت إجتماعاتهم المغلقة لوحده و هذا حق لهم، لكنهم بدوأ بتقليب الأجواء في المدينة ضدنا بعد أن أدركوا بأن معاقلهم لن ترد لهم و هذا ما حصل فعلا فقد فقدوا اتحاد الطلبة فرع الولايات المتحدة منذ تلك السنة حتى الآن!!

و قام أحد الطلبة الكبار في السن، و هو رجل نكن له جميعا احتراما و تقديرا واسعا بعمل لقاء تصالحي و اجتمع الجميع حيث تخطى الحضور حينها 70 شخص، و بعد أن بدأ بكلمة للم الشمل اثنى عليها الجميع ابتدأ أحد العقول المدبرة لناشئة الحركة الدستورية بخطابه الذي بث فيه السم مع العسل و مرة أخرى يكررون اسطوانة الفتنة و تفريق الصف!!

هنا كان لا بد من رد رادع..و قام أحد الزملاء برد الصاع صاعين حين ذكر لهم بأن الفتنة لم تكن موجودة إلا عندما رفضتهم مشاركة الغير معكم و اختزلتم حق الإنتخابات فيكم فمن يلام هنا من يرفض مبدأ المشاركة و من يدمر علاقات الطلبة الاخوية عبر بث الاقاويل و الأكاذيب أم من مارس حقه في الترشح..

تم فض الإجتماع بشق أكبر مما بدأ عليه، و كانوا يجتمعون لوحدهم دون علم الطلبة الكويتيين بحجة بأنهم يتدارسون بالدين، و عندما علم بقية الطلبة بحجتهم هذه ابتعدوا عنهم خصوصا الطلبة الملتزمين حيث رأوا بأن حجتهم تدينهم بسبب عدم دعوتهم للتدارس معهم..

أحد الزملاء الأشقياء قرر في يوم مداهمة اجتماعاتهم التي يتدارسون بها بالدين كما يقولون و ذهبت معه مع زميل أخر و دخلنا فجأة بعدطرق الباب، استغربت من شيء واحد فقط .. و هو رد فعلهم !!
لم أتوقع هذا الوجوم من زملاء عاشرتهم و متيقن بأني الحركة لم تخدمهم بقدر ما ساعدناهم ..لا تمننا .. لكن من باب الأخلاق و نصرة الزملاءكأخوة و طلبة قمنا بما فرضه ضميرنا..

لذا قناعاتي عن الحركة الدستورية كونتها بتعامل شخصي مع أبناء قياداتهم و بعضهم من الذين زارونا هناك فكذبوا علنا و زورا الحقائق معتقدين بأننا طلبه معزولين عن الواقع الكويتي حينها..

فنحن نتاج بيئتنا التي نعيشها..رغم هذا، سأتعامل معهم كأشخاص لا كحركة، و من تعامل مع من تعاملت معه منهم حتما سيصل لنفس الحكم الذي وصلت له ...


..