الاثنين، 10 نوفمبر 2008

- والد محمـد الشهيــد -


كنت ذاهب للغداء مع أحد الأصدقاء، اسمه( محمد ) و كان دائما يقود السيارة بسرعه، و بينما نحن متجهين للمطعم اوقفتنا سيارة شرطة، و الفارق بين تعامل الشرطة معك هناك عن تعامل الشرطة هنا كبير جدا. فعندما توقفك سيارة الشرطة لا تنزل من السيارة إطلاقا حتى يطلبوا منك ذلك، و تضع كلى يديك على مقود السيارة، بينما هنا أنت تنزل لتذهب للشرطي!

عندما توقفنا، بدأ الشرطي بالتحري عن السيارة عن طريق جهاز مرتبط بشبكة معلوماتية لا عن طريق قرص مدمج!، و بعد التحري نزل من السيارة بعد قرابة دقائق معدودة، و طلب رخصة قائد المركبة و عندها أعطاء صديقي جواز السفر و بدأ يبكي!!!

استغربت سبب بكائه و لماذا جواز سفره رغم أنه يملك رخصة قيادة أمريكية، فاستفسر الشرطي من صديقي إذا كان كل شيء على ما يرام؟

فبدأ صديقي بالتهكم الساخر قال للشرطي: كيف يكون كل شيء على ما يرام و أنا أبكي، و قال بأنه من الكويت ألا ترى جواز السفر ألا تعرف أين الكويت، فقال الشرطي نعم اعرف أين هي و أعلم بأنك تعرضت لغزو من العراق.

فاستدركه صديقي و قال: لقد تلقيت خبر مزعج قبل قليل و هو بأنني والدي قد توفى جراء جرحه من الغزو و أخذ يبكي بحرقة، فتعاطف معه الشرطي و اعطاه الجواز و قال له إذا لا تقد السيارة فأترك صديقك ( يتحدث عني) يقود بدل منك لأنه يبدو بأنك متأثر جدا و كادت تدمع عيناه من التعاطف، و أنا مندهش و مصدوم و للتو سمعت هذا الخبر.

عندما بدأنا بالتحرك و الإبتعاد عن الشرطي رأيت صديقي يمسح دموعه و يبتسم، و أن لا أزال في حالة صدمة،

فقال: كل مره تنجح هذه الحيلة!! .. اي حيلة؟

لقد كان يستخدم هذه القصة في كل مره يتم ايقافه للسرعه، إلا أن ليس كل مره تسلم الجره، فقد ابلغني ذات يوما بأن شرطية اوقفته و عندما اراد التمثيل عليها لم تعرف أي تقع الكويت حتى تتعاطف معه بل و الأدهى قالت له: يمكنك البكاء في المنزل فلا تقد سيارتك و أنت في حالة عاطفية فأنت تعرض حياتك و حياة الأخرين للخطر!


..
ملاحظة :
والد محمد توفى قبل حضوره للولايات المتحدة الأمريكية بعدة سنوات
لذا اعتقد هو بأنه لا بأس إن هو توفاه عدة مرات للهروب من مخالفات المرور بحكم بأنه متوفى أصلا .
..

ليست هناك تعليقات: