بعد إنتهاء الإختبارات و بما أن أخذت مادة واحدة فقط، و بعد هذا الجهد الجهيد و العمل المضني، كان لا بد أن أذهب بإجازة للراحة و الإستجمام، فأقترح ثلة من الشباب الذهاب إلى منطقة الجبال المدخنة، كما يطلق عليها الهنود الحمر من قبيلة الشيروكي، فكانت متعة حقيقة كنا أحد عشر نفرا ، في سيارة فان كبيرة، و كان مخطط الرحلة دكتور أكاديمي كان وقتها يحضر الدكتوراه، و أعزب بشكل مؤقت، فقد أرسل عائلته للكويت لظروف خاصة.و كان طباخا ماهرا، و مخطط رحلات بشكل أمهر، استأجر كوخ Cottage ثلاث غرف و صالة و مطبخ يمتد على مساحة 150 متر مربع و يقع على مرتفع صغير محاط بأسوار خشبية تبعد عن الكوخ مساحة من 20 إلى 50 متر و توجد بوابة كمدخل، و قد حاول تنبيهنا بأن هناك تحذريات بعدم الخروج ليلا، حيث أن هذه الأكواخ تقع وسط غابة و ليست قريبة من بعضها البعض حيث تتوفر مساحة من الخصوصية كبيرة، و السبب هذه التحذيرات وجود عدد من الدببة!
لم نأخذ هذا التحضير على محمل الجد، و بما أن الجو ليلا بارد نظرا لإرتفاع المكان، كنا نتسابق على الجاكوزي الخارجي الذي يقع شرفة خارجية و ذا إطلالة خلابة على رأس الجبل المقابل لنا، و بينما نحن نحاول الدخول بالجاكوزي، فإذا بأحد مرافقينا بالرحلة يأتي مسرعا من اتجاه البوابة و بدأت علامات الخوف عليه، و إذا به يصيح بأعلى صوت:
يا عرب طلع دب صج، كل واحد يفك عمره
كنت قد حجزت تذكرة الطيران مقدما، و سأرجع كزيارة خاطفة لمدة اسبوعين للكويت فور رجوعي من هذه الرحلة، لذا لم يكن هناك مجال للمغامرة، و لا بد من الهرب، فهربنا داخل الكوخ بعد أن حصناها.
الحمدلله عدت على خير، يبدو أن هذا الدب مسالم .
..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق