الثلاثاء، 11 نوفمبر 2008

- كويتي يبي كفيل -


عندما تعاشر خليط من الناس ترى غرائب و طبائع و شخصيات مختلفة منها ما يجعلك تحترمه و منها ما تود الهروب منه و منها ما يجعلك تشفق عليه، و احد الشخصيات التي اشفق عليها احد الطلبة الذي لا يبتعد عن المشاكل، و في احد الأيام اتصل من مركز الشرطة حيث تم اعتقاله، و يريد كفيل، و هنا الوضع يعد حساسا للكثيرين، و منهم أنا، لا أقبل أن أكفل من يتسبب للمتاعب لنفسه، و متاعبه ليست مخدرات ولا جرائم كبرى لكنها مخالفات للقوانين هناك، و في هذه الحادثة بالذات عندما اتصل كان يحتاج لكفالة مالية و ليست شخصية لذا تم دفع المبلغ من مصروفه الشخصي لكنه احتاج لمن يحضر المبلغ.

والقصة ابتدأت عندما حضر معي لمعرض للأسلحة النارية، و اعجب بالبنادق هناك و ابتدأ شغفه بالبنادق من هذا المعرض، و عندما رجعنا للمدينة، حيث كان المعرض خارج المدينة، ذهب لأحد مراكز التسوق التي تشابه كارفور، حيث يوجد قسم صغير يبيع بنادق للصيد، و حسب القوانين المتبعة لا تباع البنادق إلا لمن يحمل رخصة صيد، و بعض هذه المحال تتساهل معك في بيع البنادق، إلا أن صديدقنا هذا ذهب عدة مرات لشراء البندقية و تم رفض طلبه بسبب عدم امتلاكه رخصة صيد، فأشار له أحد الأصدقاء العارفين بالطرق الملتوية بأن يذهب فجرا سيكون هناك شاب صغير لا يكترث كثيرا، و متساهل و عندما يسألك عن رخصة الصيد فقط قل له بأنك نسيتها بالمنزل و أنت ستغادر في رحلة صيد فجرا حتى لا تتأخر، و فعل ذلك و اشترى بندقية الصيد، و ذهب مع عدة أصدقاء في خارج المدينة، و بدأ بالصيد (القنص)، و قد بدأ رحلة الصيد من الساعه الخامسة عصرا، و بعد ساعه تقريبا عندما اقتربوا من الإنتهاء فإذا بالشرطة و هي مدججة بالأسلحة تنتظرهم عند السيارة و تعتقلهم.


تبين لاحقا بأنهم يصيدون في منطقة ليست مخصصة للصيد و قرب منازل و إن كانت بعيدة و مفرقة إلا أنها ممتلكات خاصة، إضافة إلى أن ساعات الصيد تنتهي عند الساعه الخامسة في حدود هذه المقاطعه، و كذلك هذا ليس موسم الصيد، و فوق هذا صديقنا لم يكن يحمل رخصة صيد، لذا بندقيته لا تعتبر مرخصة. ..يعني ما يترقع!

بعد دفع الكفالة، و الذهاب للمركز للتحضير بشكل يومي، حتى تتم تحويل القضية للمحكمة، قرر القاضي بعد الإطلاع على القضية تغريم صديقنا قرابة 2000 دولار (ألفين).

مع تحميله عدد 50 ساعه عمل في خدمة المجتمع، و هي عقوبة تجعل من المتهم ينظر للمجتمع بشكل أوسع، حيث تم اساله لتنظيف حديقة في وسط المدينة يخدم لمدة 3 ساعات يوميا لتنظيف الحديقة العامة في وسط المدينة حتى انقضت الخمسين ساعه!
..

ليست هناك تعليقات: