الأربعاء، 12 نوفمبر 2008

- لحظـة وداعـك -


أن لحظات الوداع أصعب اللحظات في عمر الإنسان و أثقلها على نفسـه، لا تعرف هذا الشعور حتى تعيشه و تجربه، لم أتصور بأنني سأكون في موقف كهذا في لحظة الوداع الأخير، فعندما تخرجت كنت فرحا و عندما حضر أصدقائي حفل تخرجي العام و كذلك الخاص في كلية الهندسة فرحت لمساندتهم لي.
توقعت بأنني سأفرح عند عودتي، إلا أنها كانت لحظة ثقيلة جدا على نفسي و صعبة و أقيسها بأول ليلة حضرت فيها للمدينة كانت صعبة كذلك. لا أعلم ربما هي تركيبتنا العاطفية و ربما لأنني سأترك جزء من حياتي هنا، و ربما لأنني أدين بالفضل لله سبحانه تعالي ثم هذه التجربة بالشيء الكثير حيث اضافت لي ما انا عليه اليوم، بإختصار أصبحت شخص أفضل مما كنت عليه و أو كنت سأكون.
عندما تقف على أبواب المطار تبتسم لكن الحقيقة بأنها ابتسامة خادعة فأنت تترك خلفك جزء مهم من حياتك، ابتسامات أصدقائك الذين عاشرتهم بمراحل جيدة و سيئة، يبتسمون لكن أرى الحزن الشديد في عيونهم، لا أجيد لحظات الوداع إطلاقا..
و عندما احتضنوني واحدا واحدا، فإن المشاعر تختلط و الأحاسيس تضطرب، لا أجيد ذرف الدموع، و إن دمعت أعين بعضهم، إلا أنني لا أستطيع، جزء و مرحلة انتهت لن تعود، صحبة علمتني الكثير، و تجارب كسبت منها أكثر، كل هذا من الصعب نسيانه بل الأصعب أن أجازي ما كافئني بنسيانه.
لذا أدين لغربتي و لأصحابي بما تعلمت، و بما أصبحت، حقا كانت ايام لا تنسى، كتبت شي بسيط منها هنا و أمتنعت عن كتابة الكثير، ربما لأنني أفضل أن أحتفظ بجزء منها لنفسي و بعضها بدون شك لأنني نسيته و البعض الأخر لانها غير صالحة للنشر،
لا يروح بالكم بعيد!
غير صالحة لاسباب فنية لا أخلاقية ..
..

ليست هناك تعليقات: