الاثنين، 10 نوفمبر 2008

- الوحـدة عزلـة -



المواقف التي تمر بها خلال حياتك تجعلك تخلق مصفي (فلتر) من خلاله تستطيع تقييم الناس الذين تعرفت عليه أ عشت تجربه معهم، و عندما كنت أعيش لوحدي، استطعت التعرف على معادن الكثير ممن اعتقدت ظنا بأنهم زملاء و أصدقاء يستحقون الثناء، أحد هذه المواقف التي لا أستطيع أن أزيلها من مخيلتي، عندما كنت وحيدا بالسكن، كنت أشعر بتعب شديد من ركبتي كلاهما، حيث لم أستطع المشي رغم أنني كنت قد رجعت للتو من المجمع الرياضي للجامعه، لكن بسبب الطيش الشديد كنت قد تعودت أن أخرج من المجمع الرياضي مرتديا تي شيرت و شورت، رغم برودة الجو و الثلج يتساقط حينها.لم أتعرض لاي مشكلة من قبل، لكن بسبب التعب الشديد و الإرهاق ربما تعرضت لإعياء في الركبة مما جعلني لا أستطيع أن أمشي فور أن وصلت الشقة، حتى أنني لم أستطيع الوقوف من شدة الألم.ألم لم أعهده بحياتي كنت أزحف زحفا لكي أصل لأطراف الشقة، و حاولت أن أدفء جسمي و أدهن ركبي (الجلحه) لكن لا تجاوب، حاولت الإتصال بأحد الإصدقاء شرحت له وضعي و أنني لا أستطيع المشي و أريده ان يأخذني للمستشفى القريب لكن تعذر بأن المسافة بعيده و هو منشغل حاليا، أتصلت بآخر فتهرب بشكل دبلوماسي حيث قال بأن يريد أن يذهب للعشاء،
و أخير أخر أمل، لكن تعذر بأنه بالمسجد و الجميع هنا و مستمتعين لذا من الصعوبة أن يغادر لأنه مستمتع،
لكنه أكمل جملته و قال: إذا تشعر بتعب شديد و اعياء يمكنك دائما الإعتماد على 911 و الإتصال عليهم.

صدمتني ردة فعله، لدرجة كان رد فعلي أقسى، و قلت له: و الله ما نفعك المسجد اللي أنت فيه ولا عدل أخلاقياتك.

أغلقت الهاتف بوجهه، و عرفت معنى الشهامة، و تيقنت بأنها أعتزلت و انزوت بسبب مثل هؤلاء،
لذا قل ما تجد الشهامة.

كنت شديد التعب، ولم أتصور بأنني سوف أستطيع أن أنام، لكنني نمت و غفوت و إذا بهاتف يوقظني، فإذا به أحد أصدقائي استغرب لماذا كنت نائما في هذا الوقت المبكر من الليل رغم أنها كانت قد تجاوزت الحادية عشر، لكنها نهاية الإسبوع، فأخبرته عن الألم في ركبتي، فما هي دقائق حتى وجدته يطرق الباب، و كان يسكن بنفس المجمع لكن في مبنى أخر، كانت مسافة طويلة من غرفة النوم، حيث كنت نائم على الأرض حتى الباب، و بالكاد استطعت أن أفتح الباب.لا أنسى موقفه حين حملني و ساعدني على النهوض و أخذني لأقرب مستشفى، و شتان بين الموقفين و بين الإثنان.
..

ليست هناك تعليقات: