الاثنين، 10 نوفمبر 2008

ليلة ولا كل ليلة



بأمانة كانت أصعب ليلة على الإطلاق بحياتي،
ليلة طويلة جدا لأبعد الحدود، أبتدأت عند العاشرة و النصف مساءا حين تم إغلاق الإنارة بالمهجع،
و نام الأخران بهدوء،
لم أستطع النوم على الفراش الذي قدمته الجامعه فقد أخذتني الأفكار بعيدا عن إمكانية عدم نظافة الفراش
و ربما حصل هذا الشي أو ذاك و أخذت أصول و أجول و أتوجس من الفراش.لا أعلم متى استطعت أن أنام
فقد نمت بجانب الفراش بعد أن فرشت فرشا لي، و لا أعرف كيف استطعت النوم فقد نمت لا شعوريا
لكن الأكيد بعد ساعات طويلة،
و لم أحس بنفسي إلا و إذا بأحد زملائي يوقظني لصلاة الفجر، لا أخفيكم سرا بأن وقتها رد الفعل الأولي كان امتعاضا،
لكن بعد أن تنشطت قدرت له ما قام به.صلينا و ذهب هو لقراءة القرآن،
و حاولت النوم لكنني لم أستطع حتى طلعت الشمس..
فوقفت أنظر من خلال النافذه لحرم الجامعه الذي يمتد عبر مساحات خضراء جميلة،
لكن وقتها كانت هذه المساحات مغطاة بالثلج بالكامل، جو كئيب جدا.أخذت أفكر،
لماذا لا أرجع للكويت، فالوقت لا زال مبكرا
حيث لم أبدا أي شي ولا يوجد ما أخسره فالخسارة قليلة وغير مكلفة الآن.
لماذا انا هنا، لماذا أخترت أن آتي بملء إرادتي،
لماذا أخترت هذه المدينة الكئيبة.لماذا لا يوجد أحد في هذا المكان.
لماذا يتم قفل الأبواب إلكترونيا فلا نستطيع الخروج من الساعه التاسعة مساءا حتى السابعه صباحا،
سجن هذا أم مهجع.
أفكار و هموم، و منظر الثلج المتساقط ساهم كثيرا ببث هذه الهموم،
تعبت و مللت فحين كنت بذاك العمر كان أكثر ما يرهقني أنني أفكر بكل شي و أي شي بآن واحد
لدرجة أتعب نفسيا من كثرة ما أفكر بما لا يعنيني.

اكتفيت بالإنزواء و فتح شنطتي الوحيدة أخرج ثيابي و أعيد ترتيبها، بدون وعي،
و أكرر العملية

فاشار لي أحدهم بقراءة أحد الكتب التي أحضرها معه و هو كتاب الفوائد - لإبن قيم الجوزيه
تسليت بالقراءة لكن لم أكن أبحث عن الفائدة وقتها بقدر ما ابحث عن قتل الوقت،
كانت ليلة طويلة و ثاني أطول نهار بحيـاتي.
تعلمت بأن المهم ليس ما تشعر به الآن
لكن ما ستجنيه لاحقا هو الأهم، فأجبرت النفس على الصبر.
..

ليست هناك تعليقات: