الثلاثاء، 11 نوفمبر 2008

- مقتطفات من الذكريات -


في بداياتي الجامعيه كان الطابع يغلب على التطبع فكنت لا أعطي الدراسة حقها و لو رجع الزمان لغيرت هذا الشيء، رغم أنني كنت متفوقا لكنني لم أكن مجتهدا، و أخر عامين انتبهت لدراستي و بدأت أغير من نمطي و في يوم كنت قد خرجت من الجامعه في وقت متأخر من الليل بعد أن قضيت فيها بضع ساعات للدراسة، و عند إشارة المرور استوقفتني دورية مرور، بعد أن سلط ضوء الكشاف علي و أمرني بوضع كلتى يداي على المقود، أنتظرته في مكاني حتى أتي، و بعد أن أخذ رخصة القيادة أبلغني بأن صلاحية لوحة السيارة أنتهت حيث يتم تجديدها سنويا و تنتهي في يوم ميلادك.لم أنتبه و كانت وقتها فترة اختبارات لذا قلت له بأنني للتو خرجت من الجامعه للدراسة و بكل أمانه أن لا أحتفل بيوم ميلادي لذا لم أنتبه لهذا الشيء، ابتسم و ضحك و قال لي:

Then Happy birthday

و لم يخالفني و تركني على وعد أن أجدد صلاحية اللوحة فور إنتهاء فترة الإمتحانات ...



*******************






في أحد الأيام ذهبنا لأحد المطاعم لتناول وجبة العشاء و عندما جلسنا على الطاولة، كعادة الكويتيين يعلو صوتنا عاليا و نحن نتحادث فيما بيننا و لما وصلت الجرسونة أخذت تستمع لنا بصمت كأنها تقول لنا أكملوا حديثكم..و عندما توقفنا، أخذ أحد الزملاء يسألنا بالعربية كل عن طلبه، لأنه متردد ماذا يطلب، فسألته هل أنتم من دولة عربية، فقلنا: نعم ..
فسألتنا مرة أخرى: من أي دولة؟ إذا أمكن ..


فقلنا من الكويت، فردت علينا بتعجب و دهشة مفرحة : woow و أنا بعد من الكويت !!!!

يا عيني .. هو الزول يعطي كويتي بس اللهجة مافيش ملامح إطلاقا ..حيث قالت بأنها كويتية لكنها لا تجيد اللغة العربية ..

وبما أننا لا نملك فضول نهائيا .. سألها أحد الأصدقاء برد سلبي .. هل كيف كويتية .. و لا تتحدثين العربية ..

فذكرت لنا قصتها .. التي فتحت بابا تمنيت لو أسمع به أو أطرقه، فقد كانت البنت عبارة عن نتاج مغامرة عاطفية لشباب كويتيين سبقونا في الزمان للدراسة و تركوا أم البنت بعد الحمل لتجد نفسها بلا أب، و بعد فترة ذهب أحد الأصدقاء من باب الفضول القاتل لمركز تجاري كانت تقول بأن هناك فتاة أخرى من الكويت نفس قصتها و هم اصدقاء ليتعرف عليها و يكتشف بأننا خلفنا جيل يمكن أن يؤثر بالإنتخابات الأمريكية في المستقبل !


*******************




من المواقف الطريفة التي لم نعتد عليها هي التعاطف القوي من قبل هيئة تعليم فقليلا ما تجد تعاطف هيئة تعليم مع طلبة، فعندما حصلت حادثة التفجير الشهيرة في أوكلاوهما كنت للتو بدأت في الدراسة في معهد اللغة و لم نكن نقرأ صحف يومية بالصباح الباكر، و عندما دخلنا معهد اللغة وجدنا مس جاكسون تحتضن كل شخص يدخل من الشرق الأوسط و هي تبكي!يعني ماذا يمكن أن تفعل في مثل هذا الموقف، أول ما تدخل تجد عجوز مسنة و تحضنك و هي تبكي من أجلك!!طبعا خوفا على سلامتنا تم اعطاءنا اليوم كإجازة و اليوم الثاني كذلك حتى هدأت الأمور و لم تظهر أي ردود فعل عنصرية و بعدها تم التوصل للفاعل الحقيقي حيث تبين بأنه أمريكي عنصري للعرق الأبيض..


*******************






إزدواجية الجنسية تجدها عند كل من ولد في الولايات المتحدة و كان أحد الزملاء قد ولد هناك عندما كان يدرس والده في الولايات المتحدة و رغم هذا لغته الإنجليزية تعد ضعيفا جدا مقارنة بقرنائه من الزملاء، و احد الأيام تم طلب صورة لجوازه الأمريكي حتى يتسنى لمعهد اللغة أن يدرجه ضمن الطلبة الملتحقين بالجامعه بعد أن نصحه أحد الزملاء بأن يسجل كطالب أمريكي لا كويتي و بالتالي يدخل الجامعه بدون توفل (توفل: اختبار اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية) فتشجع خصوصا بعد أن سبقه بهذا الشي زميل أخر.

فطلب مني الذهاب معه لإستخراج جواز سفر أمريكي كونه يعد مواطنا أمريكيا، و ذهبنا لمركز البريد حيث وقف طلبوا منه أربعة صور فقط، فذهبنا لإحضار هذه الصور و سلمها بمركز البريد بعد أن عبء استمارة استخراج الجواز الموجودة عند مركز البريد و بعدها بإسبوع استلم جوازه الأمريكي الجديد من مركز البريد ايضا !!





..

ليست هناك تعليقات: