الثلاثاء، 11 نوفمبر 2008

- يوم الهالويين-




يسمونه يوم و نسميه نحن عيد!، و لا أعلم ما سر تعريبنا لكلمة يوم إلى كلمة عيد

يوم الأب لعيد الأب يوم الأم إلى عيد الأم يوم الإستقلال إلى عيد الإستقلال، ما علينا ..

يوم الهالويين عبارة عن إحتفالية دينية تحولت لظاهرة أجتماعية بدأت بأوروبا في بدايات القرن التاسع عشر ثم تبدل بتعاريفه و طقوسه مرورا بأمريكا الشمالية في القرن العشرين ليصبح على ما هو عليه يوم للأزياء التنكرية و قرقيعان أمريكي.

في هذا اليوم بالذات تفتح في أمريكا العديد من المواقع التي تكون مغلقة غالب أوقات السنة و تسمى (Hunted Houses) بمعنى بيوت مسكونة، بالجن طبعا، و هي عبارة عن منشأة كمنزل أو بيت في وسط مزرعه يتم فيها ترويع من يدخلها بطرق متعددة.

في أحد أيام الهالويين، قمت بالبحث عن منشآت لهذه البيوت المسكونة قريبة من مدينتي و قمت ببحث على نطاق واسع و وجدت أحد أفضل هذه المواقع ترشيحا و تصويتا، فجمعت قصاصات عنه مع عنوانه و قمت بإقناع عدد من الزملاء بالقيام برحلة لهذا المنزل الذي يتوسط مزرعة كبيرة و يفتح ابوابه في أول يوم من شهر أكتوبر على أن يغلق منتصف نوفمبر، و يوم الهالويين هو 31 من أكتوبر.

و قررنا الذهاب بيوم الهالويين كان عددنا تسع أشخاص، و كان (Hunted house) يبعد عنا مسافة ساعتين و نصف قيادة بالمركبة و يقع وسط مزرعه كبيرة مقطوعه عن أي منشأة أو شارع عام حيث يتوجب عليك القيادة خلال شارع رملي للوصول لها.

عندما وصلنا كانت الأجواء غريبة فالكثير من الناس هناك و توجد ألعاب عديدة إلا أن المنزل المأهول يوجد أزدحام شديد عليه و نظرا لأننا قمنا بحجز مبكر فقد تم إدخالنا قبل الجميع، ولا أعلم سر هذا !

أردت أن استجمع شجاعتي رغم قبح منظر منظم الصفوف قبل الدخول للمنزل المأهول فقد كان مسخا بشكل مرعب يجعلك تفزع، إذا هذا أولها شلون باقيها !

أردت أن أبدي شجاعتي رغم طقطقة أصابعي التي ارتعدت من منظر المسخ، و قفزت لأول الصف كي أكون الأول، رغم أن الجميع لا يريد أن يكون أول الصف، فكان لحسن حظي بأن المسخ عندما رآني مبتسما في أول الصف استبدلني بأحد زملائي من الذين اختبوأ بالخلف و أحد شروط الدخول هو الإلتزام بما يملي عليك المسخ من ترتيب بالصف و عدم لمس أي شي بالداخل، فأصبحت بالوسط تماما !

دخلنا البيت المأهول فإذا ممر طويل بعض الشي و مظل لدرجة لا ترى يديك و نحن متلصقين ببعض يد على شخص على كتف الذي أمامه، و من شدة الظلمة اصطدم أول شخص بزاوية حادة حيث أن الممر ينتهي بزواية حادة تجبرك على التوجه لليمين، و عينك ما تشوف النور اصطدامات و رعب و الدعوى لا يوجد شي!!

فقط زاوية حادة إجبارية.

بعدها دخلنا لممر خشبي لكنه ممر دائري فعندما تركز على الأرضيه ستعبر بسهولة لكن عندما ترفع ناظريك ستجد صعوبة بالممر حيث ستجد بأن الحائط الدائري يدور بشكل سريع لدرجة لو ركزت بالحائط ستشعر بأنك رأسك يدور معه فتسقط من شدة دوران رأسك و هذا ما حصل مع أحد الزملاء.

عبرنا الممر بعدها كان لا بد من عبور ممر أخر لكنه واسع في طرفيه عجوزان تطيران في السماء بحبل و تحملان نصلا كما نصل الإشتراكية تلوح به كتهديد لمن يعبر بصراحة لم نستطيع العبور و ترددنا حتى صاح أحد الزملاء كما لو أنه دوق فليد في غرندايزر ليعبر الممر مسرعا فأتبعه أخر و ثالث و رابع حتى بقى الأخير الذي أشفقت عليه عجوزا النار من شدة خوفه و نزلت أحدهم من حبلها لتقف بجانبه تصيح حوله حتى هرب منها و عبر!

العديد من الممرات و الغرف، لكن النهاية تقف عند باب توجد أمامك ستة أبواب و يوجد أحدب نوتردام يوزع الموجدين كل يذهب لباب معين، فعندما يدخل الباب و يغلق بشدة خلفه تسمع صراخ شديد و باب أخر تسمع ضجة و تطاير ملابس !

و آخر تسمع صوت منشار كهربائي تملكنا الرعب لكن تجربة لا بد من دخلوها أخيرا وصلنا في حظيرة يوجد بها قزم شكله مضحك لكنه شرير حيث يحاول أن يحرض مسخ أخر يحمل منشار كهربائيا ليقتلنا فنهرب مسرعين و هو يلاحقنا بأنحاء الحظيرة و القزم يدلنا لأماكن خاطئة، و يا لهو من شرير، حتى نعي من التعب ليفتح باب صغير في الحظير يفتح و ترى فيه شق نور نركض مسرعين من الخوف لنجد نفسنا في ساحة المزرعة وسط الألعاب المقامة للإحتفال في هذا اليوم و الناس حولنا يحضكون على شكلنا و نحن مرعوبين، رغم أن غالبهم مر بنفس ما مرينا...تجربة كانت مرعبة لكنها مسلية ..

احد الأصدقاء ذهب في أحد الأيام لمنشأة بعيدة ايضا و عندما وصل لأخر غرفة في البيت المسكون خرج له مسخ و لحقه بمنشار كهربائي يقول ركضت بكل ما أوتيت من قوة في هذه المزرعه و أنا أصرخ ركضت بإتجاه الغابة حتى وصلت لسور فإذا بنهاية السور سيارة أمن تابع للمنزل المسكون و وجدت حارس الأمن يضحك بشدة علي بسبب رعبي و أعلمني بأنني قطعت مسافة قرابة الكيلو متر و هي حدود المزرعة، فلم أستطيع تصديق ذلك حتى أوصلني بسيارة الأمن فتيقنت بأنني من شدة الرعب لم أفكر في هذه المسافة إطلاقا و أنا أقطعها ..الروح غالية .



..


ليست هناك تعليقات: