الاثنين، 10 نوفمبر 2008

- الخريطة المقلوبة -


خرجنا لحضور مباريات منتخب الكويت لكرة اليد و كنا قد خرجنا يوم الجمعه صباحا لكي لا نفوت الوقت و لم نمكث كثيرا فقط أربعة ايام، بعد 12 ساعه من القيادة المتواصلة وصلنا لمدينة أتلانتا و بد كل شي مرتب و منظم و كنا قد حاولنا حجز فندق قبل مغادرة المدينة إلا أن بسبب الضغط الكبير لم نجد أي غرفة شاغرة إلا واحده و هي على بعد 60 كيلومتر من وسط المدينة.كنت مع حمد (هو ذاته من استقبنلي أول مره بالمطار) و معنا فواز، و عندما ذهبنا أول مره لحضور مباراة منتخب الكويت، كان يحدثنا فواز بأنه قد واعد ابن خالته هنا و أخذ يلتفت يمينا و يسارا كأنه يبحث في مكان مغلق و صغير ربما يجد ابن خالته، كنا نهزأ منه لأن اللجنة المنظمة قد منعت دخول السيارات بالقرب من الملاعب لمسافة 2 ميل مربع اي 3 كليومتر مربع لذا من المستحيل أن يجده خصوصا و أن ابن خالته لا يحمل تذاكر و لا يحمل هاتفا نقال و لم نحمل هاتفا نقال نحن أيضا.لكن الصدفة العجيبة أن تلاقينا بهم في تقاطع أحد الشوارع و نحن في طريقنا للملاعب، صعقنا بصراحة من هذه الصدفة العجيبة.

أما الأكثر غرابة و هو قدر و مكتوب حتما، فهو عند المساء أردنا أن نذهب للحديقة الأولمبيه، فقد حدثنا ابن خالة فواز عنها و قال بأنها ممتعه في الليل، لذا أردنا الذهاب لها، كان حمد يقود السيارة و كنت جالسا و مسترخيا بالخلف، و فواز يقرأ له الخريطة، لكنني لاحظت بأننا نبتعد عن وسط المدينة و على ما أذكر حسب ما شاهدت الحديقة الأولمبية في الخريطة قبل خروجنا من الفندق كانت بالجهة الأخرى من وسط المدينة، لذا طريقنا خاطئ حتما.فأخذت الخارطة من فواز، لأجده كان يقرأها بالملقوب!، و عندما قرأتها بشكل صحيح و ارشدت حمد على الطريق التي يجب أن يسلكها للوصول للحديقة الأولمبية و أصبحنا نبعد عنها فقط ربع ميل ربما أو أقل، فإذا بالشرطة تغلق الشارع بشكل مفاجئ!
اردنا الإستفسار من الشرطي الذي كان يلوح لنا بمغادرة المكان، لكنه لم يهتم لسؤالنا و أخذ يشتم بشكل فج، و يريدنا أن نغادر المكان بأسرع طريقة، لذا عاكسنا السير حتى وصلنا للطريق السريع و منه ذهبنا للفندق مباشرة، و نحن نرى سيارات الشرطة و الإسعاف تتجه لوسط المدينة.في غرفة الفندق أخبرنا التلفاز بالخبر الجلل و على ذمة محطة cnn بأن تفجيرا إرهابيا حدث في الحديقة الأولمبيه، فما كان من صاحبنا فواز إلا أن قال:
( لو ما قريت الخريطة بالمقلوب بتشوفونا شاورما الحين )
ليس كل ما يحصل صدفة لا يحمل معنى، فالمعنى الحقيقي للأشياء هو ما نتعلمه منها .
..

ليست هناك تعليقات: