الاثنين، 10 نوفمبر 2008

- حكي الصبايا -


لم يعتقد عمر بأنني متعب، و اعتقد بأنها حيلة جديدة مني كي نخرج خارج المنزل و كان الجو حينها باردا و الثلج يتساقط بشكل هادئ، لكن أحد الزملاء ممن اعتادوا الدخول و الخزوج بشكل دائم من منزلنا قفز متطوعا لكي يأخذني للمستشفى شريطة أن يأخذ سيارة عمر، فوافق بدون تردد.ذهبت للمستشفى و على غير العادة المتبعه في الكويت، كنت أشتكي من ألم في عيناي، فوجدتهم فور دخولي يقيسون الضغط و درجة الحرارة و يسألونني كما لو أنني في تحقيق عن كل شي متعلق بملفي الصحي. بعد التحقيق كان لا بد من الإنتظار و كانت فترة طويلة و كنت لا أستطيع الرؤية من شدة الألم، فأرشدني زميلي و ساعدني على الجلوس في مكان الإنتظار ثم استأذن لمدة خمس دقائق و لم يرجع إلا بعد ساعتين!
قبل ذلك الوقت كنت لا أزال أعتقد إعتقادا و ظنا، بأن النساء أقل حديثا من الرجال بسبب طبيعتهم و ما إلى ذلك من اعتقادات خاطئة شرعا و نصا و واقعا معاشا.
جلست بجابني صبيه، كما تسمى باللهجة اللبنانية، بدأت بالحديث معي و قالت بأنها رأت ملامحي عربيه فقررت الحديث معي.كان الحديث من جابنها طوال الوقت بإتجاه واحد لمدة ساعه و نصف، تحدثت عن كل شي و أي شي و كنت مجرد مستمع، حتى سألتني من أي بلد أنا؟ فجاوبت، ثم قلت ربما من باب اللياقه أن أسألها نفس السؤال، فلما سألتها قالت، توقع من أي بلد. قلت اليمن!!
رغم أن لا شيء يوحي بأنها من هناك سوى كثرة قلقلتها تنطق القاف مثل أهل اليمن، ثم قالت حاول مره أخرى فحاولت و قلت من المغرب العربي، فابتسمت و قالت لا، فقالت معقوله لا تعرف، ذكرت لها بأن القاف و قلقلتها أقلقت إجاباتي و اضاعتها، لم أكن متحمسا كثيرا للحديث لأنني كنت أشعر بألم شديد، فجاوبت و هي تبتسم بأنها من لبنان، من حتة معرفش فين، و هذا سبب قلقلتها و لهجتها.
فأعتذرت بلطافة عن عدم قدرتي على استنتاج من اين هي، و بررت ذلك بسبب عدم قدرتي على الرؤية بوضوح بسبب الألم!!! ( لا توجد علاقة لكن لا بد من سبب )
عندما أتى دوري في غرفة الطوارئ لم استطيع الرؤية بوضوح فساعدتني مشكوره، ولا أذكر بعد ان أعطاني الدكتور حبة زرقاء اي شي و طلب مني قبل تناول الحبة الزرقاء عدم القيادة، فإذا بصاحبي يرجع بعد غياب دام ساعتين، بعدها لا أذكر أي شي أخر بعد تناولي الحبة و لم استيقض إلا عند الساعه الرابعه عصرا، و كانت الساعه حينها تشير للرابعه صباحا
!
..

ليست هناك تعليقات: