الاثنين، 10 نوفمبر 2008

- إكتشاف الإنترنت -



في عطلة الربيع قررت مع ثلة من الأصدقاء، كنا أربعه، أن نزور أحد الأصدقاء في قرية نائية في أقاصي الجنوب، في ولاية لويزيانا، و جنوب غرب من مدينة نيو أولرينز، حيث وقع الفيضان قبل عامين تقريبا، كانت رحلة طويلة، و نتناوب نحن الأربعه على القيادة، لكن أحد المرافقين كان يجعلنا نتوقف كثيرا بسبب كثرة طلباته، خصوصا لدورة المياه.و كنت أعاني من مشكلة التوقف في السفر حيث أكره التوقف، و أشعر برغبة شديدة للوصول إلى وجهتي الأخيرة من الرحله، لذا عندما حان دوري بالقيادة، ألتفت لمرافقنا بهذه الرحله، و خيرته بين أن يرافقنا و يرضى بشروطي الخاصة أو يسافر عن طريق باص و مستعد لان أوصله لمحطة الباصات، فقد كانت رحلتنا طويله امتد 22 ساعه قيادة.فكان شرطي أن لا نتوقف إلا للتزود بالوقود، فوافق مجبورا، لأنني كنت غاضبا بشدة، و شعرت بالذنب لاحقا عندما علمت بأنه يعاني من خلل يجعله يذهب لدورة المياه بشكل منتظم و مستمر.وصلنا لصديقنا بعد رحلة مضنيه استمرت 22 ساعه قيادة مستمرة، و كان يسكن في ستديو صغير الحجم في بيت معزول في منطقة نائية أكثر من المنطقة التي توجد بها جامعته التي ربما تخطأها و تحسب بأنها مدرسة.بعد السلام و التحية، لم يكن هناك أي شي يمكن أن تسلى نفسك به في هذه المنطقة، منطقه تصيب تفكيرك بالشلل، و الجو متقلب حار مشمس ثم رطوبة عالية، فغيم و مطر، و يتقلب هكذا طول اليوم، و في الليل عندما كنا نحال أو ننام لم أستطع بصراحة رغم التعب و الإعياء من طول الرحلة، فقد أزعجني صوت الضفادع لا بارك الله فيها من ضفادع، صوت مزعج و نشاز.

في النهار، حاولت أن أعلم صديقي كيفية الولوج للإنترنت و كيفية أستخدام الإيميل و الدخول لبرامج المحادثة التي سيجد فيها جميع زملائنا في مدينتي، حيث كان قد عاش معنا هناك لمدة عام لكن إنتقل بسبب ضيق الحالة المادية.
بعد أن دخل على عالم الدردشة و الإنترنت، أدمن عليها و لا زلت ألوم نفسي لأنني فتحت له الباب في عالم لم يعرفه!
لم أستطيع الإنتظار حتى الظهيرة و قد أبغلت زملائي بهذا الشعور فكان شعورا مشتركا من الجميع، كما أن مدينة دالاس هيوستن لا تبعد سوى 4 و 6 ساعات على التوالي، لذا لماذا نضيع الفرصة، حاولا حث صديقنا بأن يذهب معانا فرفض لأنه كان متمترسا خلف الشاشة و مشغول بغرف المحادثة.!
...

ليست هناك تعليقات: