الاثنين، 10 نوفمبر 2008

- قصة الراعي و الذئب -


قصة شهيرة قرأناها و سمعناها و نحن صغار تتحدث عن راعي كان يمزح مع أهل المدينة حيث يدخل عليهم صائحا بأن الذئب قد هجم على الاغنام، فيهب كل من بالمدينة لمساعدته فيكتشفون بأنه يمزح، فكرر هذا المواقف عدة مرات حتى بات لا يصدقه أحد ظنا بأنه يمزح مجددا إلى أن هجم الذئب على الأغنام و أكل منها ما أكل و لم ينصره أهل المدينة اعتقادا منهم بأنه يمزح معهم.
هذا ما حدث معي في أحد المرات، حين كنت اتألم من شدة التعب من عيناي، لم أستطع أن افتحهما ولا حتى أن أغلقهما من شدة الألم، فالألم واحد في كلى الحالتين، و حاولت مع عمر أن يأخذني للمستشفى لكنه رفض لأنه يعتقد بأنني تقمصت دور ذاك الراعي، بسبب تكرار مقالبي معه، و كنت قبل فترة قصيرة فقط مثلت دورا دراماتيكيا عليه، سبق و ذكرته في موضوع منفصل:


موقف لا زلت أذكره جيدا و أضحك كثيرا كلما تذكرته،
أيام الغربة و الدراسة دخلت السكن فوجدت زميلي الذي يشاركني السكن قد أطفأ الإنارة و لا تستطيع أن ترى شي سوى جمرة سيجارته حين كان يدخن، فأضأت الصالة بتشغيل الإنارة، فوجدته مهموما لا يتحدث كما لو أنه جماد فحاولت التحدث إليه لكنه تصرف كما لو أنني غير موجود و تجاهلني و ذهب لغرفته و أقفل الباب فنظرت للساعه فإذا بالوقت متقدم بالكويت جدا من الإستحالة أن يصله خبرا يزعجه في هذه الساعه فطرقت الباب فلم أجد إجابة.ذهبت بعدها لغرفتي المجاورة لغرفته و أغلقت الإنارة و غفيت لمدة نصف ساعه، و تقلبت من سريري فسقطت و أنا أصيح بصوت مدوي من الألم، فما هي ثواني حتى طرق الباب علي صديقي و زميلي بالسكن ينادي من خلف الباب: "فيك شي؟..فيك شي"فلم استطع الرد، فكرر نداءاته لي: "ترى بأكسر الباب، طمني فيك شي"فلم أرد، فما كان منه إلا أن فتح الباب لأنه لم يكن موصدا فوجدني ملقيا على بطني، فلما حاول قلبي ليرى وجهي، تفاجأ بي أضحك بشكل هيستيري و أقول:"يا حنين تبي تكسر الباب..طلعت حنون علي يا بعدي والله"استشاط غضبا لدقائق ثم عودنا كما كنا و بررت له فعلتي هذه لأنني لم أجد أي تجاوب منه و كان لابد لي من حيلة أخرجك من صمتك...قد تكون الطريقة التي انتهجتها معه خاطئة، لكن حينها لم أجد أفضل من هذه الطريقة لإخراجه من صمته، فحين ترى من تحب يتألم فإما أن تخرجه من ألآمه أو تتألم معه لتشاركه شعوره.



..

ليست هناك تعليقات: