الثلاثاء، 11 نوفمبر 2008

- وإن جاد حظك باع لك واشترى لك -

وإن جاد حظك باع لك واشترى لك
لم يكن هذا الحظ ذو قيمة سهمية حتى يباع في هذه الرحلة، فهو سهم خاسر بكل المقاييس، وصلت مطار JFK نيويورك إلا أن الضباب الكثيف حال دون تمكنا من الاقلاع عبر رحلتنا الترانزيت فبالكاد هبطنا، و انتظرنا 6 ساعات أمام كاونتر رحلة الترانزيت لكن لم يفلح الإنتظار فقد تم إلغاء جميع الرحلات، و قامت شركة الخطوط الجوية القارية Continental المسؤولة عن رحلة الترانزيت بإيوائنا في فندق للمبيت، و في اليوم التالي كانت الرحلة في الساعه السابعه صباحا لذا كان لابد من الإستيقاظ مبكرا، كي لا تتكرر نفس المأساة.

لكن الضباب لا زال مستمرا، و توجد رحلة أخرى الساعه الثامنه، لكنها لم تقلع و توجد رحلة ثالثة الساعه الثانية عشر لكنها في مطار نيو وارك ليبرتي في ولاية نيوجيرسي المحاذية لمدينة نيويورك و يبعد ساعه و نصف بدون ازدحام و كانت مغامرة بالذهاب لذلك المطار فربما يصادفنا ازدحام و تفوتنا الرحلة.

فكان معي اثنان من الأصدقاء على نفس الرحلة، فقررنا الذهاب بعد التصويت، صوتين مقابل واحد.

استقلينا تاكسي من مطار JFK، و في الطريق للمطار، كنت أريد تصوير برج التجارة العالمي (فاضي جدا و متفرغ ) لكنه عشقي للمباني و العمران، و رفض اصدقائي حتى فكرة التوقف في الشارع للتصوير خوفا من تفويت الفرصة لذا صورت البرجين من بعيد بينما نحن نسير.وصلنا مطار نيوارك قبل اقلاع الطائرة بخمس و أربعين دقيقة، لكن طابور الإنتظار طويل، و لم حاولت استدرار عطف المنتظرين بالدور و وافق كل منهم حتى وصلنا لرجل يبدو بأن حظه كما حظنا النحس لذا رفض، و عندما وصل دوره بقى على اقلاع الطائرة ربع ساعه فقط!

وضعنا الشنط فورا و باقي من الزمن خمس دقائق و تقلع الطائرة رفضت الموطفه بالبداية لكن امام اصرارنا و رؤيتها لتذاكر الطيران التي بحوزتنا أشفقت على حالنا و ادخلت الشنط و تمنت لنا حظا سعيدا لأن بوابة الإقلاع في اخر الممر !!

ركضت بسرعه و نسيت أصدقائي خلفي لأني كنت أسرعهم و أرى أمامي الشنط تذهب للطائرة و يغلق بابها من بعيدا، و حاولت أن أصل لعلي أوقف الطائرة لكنها اغلقت الأبواب و لا مجال لفتحها حسب قوانين الطيران هناك حتى لا يحتسب تأخير.

كان وضعا مأساويا و تراجيديا و نحن نركض، و بالأخير لم نستطع اللحاق بالطائرة و شنطنا غادرت و نحن لم نغادر، يا حظ من وين اشتريك!

رجعنا ادراجنا للكاونتر و نحن نندب هذا الحظ، و طلبنا من مدير النوبة في هذه الخطوط أن يجد لنا أي خط سير و رحلة، فاشفق لحالنا خصوصا و أن الشنط قد غادرت فحاول لمدة نصف ساعه لتضبيط خط سير لنا فوجد رحلة صغيرة تغادر من نيووارك لمطار دولاس في واشنطن ثم أخذ لنا إذن من الشركة لتسيير رحلة خاصة من واشنطن لمطار سنسناتي، مافي فكه سينسناتي مرة تانيه!

و من هناك استقلينا طائرة كبيرة، الطائرة التي اقلعت بنا لم تتجاوز ال20 مقعد طائرة صغيرة جدا لا يوجد فيها سوى نحن الثلاثة وعجوزان، و عندما غادرنا مطار واشنطن كنا خمسة نحن و الطيار و مساعدته فقط!

لدرجة أننا استأذنا الطيار لتناول وجبة في مطار دولاس في واشنطن و الذهاب لدورة المياه في مطار واشنطن و وافق و أهدانا كرتون مملوء بالمشروبات الغازية و البسكوت و بطاط الرقائق.

كانت رحلة لا تنسى إطلاقا
..

ليست هناك تعليقات: