الثلاثاء، 11 نوفمبر 2008

- وضحـــى -


بعد هذه الإجازة الممتعة كنت بمزاج رائع للعودة للدراسة، لكن أحد المواد التي كنت أدرسها "إنتقال الحرارة" Heat Trasnfer يقوم بتدريسها دكتور صارم مع الطلبة الغير أمريكيين و دقيق في أمور غير مهمة!، لكنه يحترم عقائدنا مع ذلك و هذا تناقض غريب.


في بداية الكورس ذهبت مع طالب أفغاني لنبلغه بأن حصة يوم الجمعه لا نستطيع أن نحضرها بسبب تضارب موعدها مع صلاة الجمعه و هي صلاة مهمة، مثل صلاتكم يوم الأحد!


لذا إن أمكن لا يكون هناك اختبارات فوافق دون تردد و جعل اختباراتنا تأتي أول الأسبوع لا أخره للصف كله.


مع هذا تجده يتعامل معنا بطريقة غريبة و دقيقة خصوصا في تصحيح الإختبارات، و من عاداته الغريبة، إن لم تكتب الإجابة النهائية في مربع فإنه يخصم علامات عليك حتى لو كانت الإجابة صحيحة!!


كانت المادة سهلة و دكتور أوليفير Oliver يمكن تنبأ إختباراته بسهولة لكن لا يمكن تنبأ تصرفاته المتضاربة، كان يحضر للجامعه كل يوم عمل بدراجة هوائية تشبه التي بالصورة :




و من الأشياء التي تعلمتها هناك، أن تعرف عدوك، بحكم أنني طالب لذا الهئية التدريسية أعدائي

ومن عاداته أيضا حبه الشديد للحيوانات الأليفة و قد توفى كلبه في بدايات الكورس و غاب عدة أيام بسبب حزنه الشديد على هذا الكلب. و قد وضح هذا التأثر في أول أختبار فصلي لنا في هذه المادة كانا صعبا جدا و كأنه يريد أن يخرج كل الهم في قلبه على روقة الإمتحان لدرجة ينتقل هذا الهم لنا !

و بعد أن ناقشناه بالفصل، قرر عدم وضع Curve لكن سيزيد الإختبارات الفصلية من إثنان إلى ثلاثة يتم إلغاء أقلهم درجة، و مع الواجبات المنزلية من يحصل على مجموع أي درجة شامل الواجبات المنزلية و الإختبارات الفصلية يمكنه عدم حضور الإختبار النهائي و ستكون هذه درجة للكورس.

لذا كان عرضا مغريا، و قررت بذل مزيد من الجهد خصوصا في مسألة الواجبات المنزلية و حصل معي موقف في أخر واجب منزلي كنت قد سهرت لحل هذا الواجب الطويل، و استيقضت متأخرا عند التاسعة صباحا، و الدكتور أوليفير صارم لذا عندما وضع هذا العرض لنا حدد بأن أخر موعد لإستلام الواجبات المنزلية هو الساعه التاسعه صباحا من كل يوم جمعه.

حيث أنه يبدا ساعات العمل في الساعه التاسعه صباحا و عندما يكون حاضرا في هذا الوقت يجمع الواجبات المنزلية ولا يقبل أي واجب بعد هذه الساعه، و نضعها في صندوق للأوراق معلق على بابه أو نتركها تحت الباب.

وصلت له في الساعه بعد التاسعه بعدة دقائق، و منظري يوحي بأن هناك شي ما خاطئ، عيوني ملئها اللون الأحمر، و شكلى ككل مبهدل بسبب استعجالي للوصول له، فلما رأيته قبل أن أبدأ بالحديث قال:
NO I DONT ACCEPT ANY HOMEWORKS..LOOK AT THE TIME
يعني، لن أقبل أي واجب منزلي..أنظر إلى الساعه و أخذ يشير لها و قد تعدت الساعه التاسعه، كان أخر واجب منزلي ولا أريد تأدية الإمتحان النهائي و قانع بدرجتي التي كانت عالية، لذا كان لا بد من التصرف بسرعه!فقلت له دكتور أوليفير: انظر لعيوني، أتعلم لماذا هي حمراء؟

لأنني كنت أبكي طوال الليل، حيث وردني اتصال من الأهل بالكويت أبلغوني فيه بموت حيواني الأليف المفضل، My Pet، و كنت أنوي الذهاب للكويت لرؤيتها لكن القدر لم يمهلني، و كنت أتحدث بتأثر شديد، و لزيادة المنظر الدراماتيكي إثارة، أستأذنته إذا كان يسمح لي بالجلوس فسمح لي بالجلوس و أخذ يواسيني، و ذكر لي قصة كيف فقد كلبه العزيز، و هو يعرف كيف اشعر لأنه مره بنفس التجربة، شوي و يقولي لا تبجبي!

عاجلني بسؤال، عن نوع حيواني الأليف، و ما أجمل أن يكون حيوانك الأليف حوار، الجمل الصغير!! Yes baby camel

توقعت أن يتوقف، لكن سألني عن إسم الـ Baby camel و كان لا بد من أضع اسمها من الصعب عليه نطقه و تذكره، فقلت: وضــحــــــا (وضحـى)*

أردت ان أستجمع قواي لأغادر لكنه رفق بحالي و قبل الواجب المنزلي و أنا فرح من الداخل، و قبل أن أغادر مكتبه، قال لي بأنه لا بأس إن لم أحضر أخر اسبوع، لكن قلت له، سأحضر من أجل وضحـى !


..


*الوضح، وضحــا، أو الوضحـى هو لون الناقة ..أو الجمل الأبيض عند البدو..


..

ليست هناك تعليقات: